271

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

پوهندوی

ماهر أديب حبوش وآخرون

خپرندوی

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۴۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

أسطنبول

ژانرونه

تفسیر
و(ربَما)، وقد قرئ: ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [الحجر: ٢] بهما جميعًا (^١).
قالوا: ويجوز: (هَيَّاك) بالهاء بدلًا عن الهمزة (^٢)، كما في قولهم: هيهات وأيهات.
وأمَّا اللغة: فقد قيل: أصله (إِوْيَاك)، وهي من قولهم: آوى إليه وآواه (^٣)، فكأنه يقول: إليك أنقطِعُ بالعبادة والاستعانة، وهذه الكلمة ضميرٌ مكنيٌّ لا يكون إلا في موضع نصبٍ، ولا يضاف إلا إلى كنايةٍ، وقد وردت إضافتُها إلى الصريح شاذًّا: إذا بلغ الرَّجل الستِّين فإيَّاه وإيَّا الشَّوابِّ (^٤).
وقال الشاعر:
دَعْني وإيَّا خالدٍ... فلأَقْطَعنَّ عُرَى نِيَاطهِ (^٥)
وفي (^٦) الكلام الشائع، وفي آياتِ القرآنِ الإضافةُ إلى الكناية: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ﴾ [سبأ: ٢٤] ﴿مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ﴾ [الأعراف: ١٥٥]، ﴿نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ﴾ [الإسراء: ٣١]، ﴿مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: ٦٧].

(^١) قرأ نافع وعاصم بالتخفيف وباقي السبعة بالتشديد. انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٣٦).
(^٢) أي: بإبدال الهمزة المكسورة هاء مكسورة، والمفتوحة هاء مفتوحة. ونسبت لأبي السوار الغنوي. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩)، و"المحرر الوجيز" (١/ ٧٢)، و"تفسير القرطبي" (١/ ٢٢٥)، و"البحر المحيط" (١/ ٦٩).
(^٣) في (أ): "آوى إليه آواه"، وفي (ف): "آوى وآواه".
(^٤) انظر: "الكتاب" لسيبويه (١/ ٢٧٩)، وقد ذكر سيبويه عن الخليل أنه سمع أعرابيًّا يقولها.
(^٥) البيت لمحمد بن عيينة بن المهلب بن أبي صفرة، من قصيدة في هجاء ابن عمه خالد بن يزيد. انظر: "الأغاني" (٢٠/ ٢٤)، و"تفسير الثعلبي" (١/ ١١٧).
(^٦) في (ر) و(ف): "وقال في".

1 / 126