10

Informing about the Limits of the Principles of Islam

الإعلام بحدود قواعد الإسلام

ایډیټر

محمد صديق المنشاوى

خپرندوی

دار الفضيلة

شمېره چاپونه

الأولى

د خپرونکي ځای

القاهرة

المقدار بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علمًا، وعملًا، ومعرفة، وحالًا، وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد، أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته، حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة، وهذا حال الصادق في توحيده الذي لم يشرك بالله شيئًا...

قال: وليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه لا خالق إلا الله، وأن الله رب كل شيء وماليكه، كما كان عباد الأصنام مقرّين بذلك وهم مشركون، بل التوحيد يتضمن محبة الله، والخضوع له، والذل له، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال، والمنع والعطاء، والحب والبغض، ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها، ومن عرف هذا عرف قول النبي معه: ((إن الله حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله))، وقوله: ((لا يدخل النار من قال: لا إله إلا الله)) (١) [رواه البخاري].

ومما يلي ذلك من ثمار التوحيد الصلاة، وبقية أركان الإسلام، ومنزلتها في الإسلام لا تخفى على من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا ورسولًا.

وقد سلك القاضي عياض -رحمه الله- في كتابه هذا مسلك الإيجاز مع الحصر لما ذكر، فكان بذلك جديرًا أن يستظهره من أراد فهم دينه حتى يحقق المطلوب منه من العبودية الخالصة لله -عز وجل-

وهذا الإيجاز جعل الكتاب مجردًا عن الدليل وإن كان مؤلفه عالي الكعب راسخ القدم في علم الحديث وهو الإمام الذي يُشار

(١) مدارج السالكين ٣٢٩/١، ٠٣٣٠

10