278

من انه سئل هل عليهن جهاد فقال: لا- وانما ذكرنا الحرية- لان العبيد لا يجب عليهم، لأنهم لا يملكون شيئا، يوضح ذلك القرآن والخبر.

فاما القرآن فقوله سبحانه (ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج) (1) والمملوك داخل في ذلك، لأنه لا يملك شيئا مما ذكرناه.

واما الخبر: فما روى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من انه كان إذا أسلم عنده رجل قال له حر أو مملوك؟ فان كان حرا بايعه على الإسلام والجهاد، وان كان مملوكا بايعه على الإسلام دون الجهاد (2).

وانما ذكرنا البلوغ لأن الصبي لا يجب عليه، لما روى من ان ابن عمر عرض على النبي (صلى الله عليه وآله) يوم أحد وهو ابن اربع عشر، سنة فرده ولم يره بالغا، وانه عرض عليه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة فأجاز في المقاتلة (3).

وانما ذكرنا كمال العقل لان المجانين لا يجب عليهم الجهاد. لأنهم غير مكلفين.

وانما ذكرنا الشيخوخة- التي لا يمكن معها القيام بالحرب، لان المكلف بالشيىء انما يكون مكلفا به مع الاستطاعة له وقدرته عليه، فاما إذا لم يكن مستطيعا له ولا قادرا عليه لم يصح كونه مكلفا به.

وانما ذكرنا المرض- الذي لا يمكن المريض معه القيام بالحرب- لمثل ما تقدم، ولان المرض اما ان يكون ثقيلا، أو خفيفا.

فان كان ثقيلا كالحمى اللازمة المطبقة أو البرسام [1] وما أشبه ذلك فلا يجب الجهاد عليه، لقوله سبحانه ولا على المريض (4).

مخ ۲۹۴