============================================================
الفن الرايع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة اكتسابا، وزعموا أنه من / الإيمان، ولم يجعل شيئا من الدين مستخرجا إيمانا، (1/81) و أوقفوا الشمرية في الإيمان؛ لأنه لا يتنقص ولا يحتمل الزيادة والنقصان.
وأما الشمرية فإنهم زعموا أن ما كان مستخرجا بالعقول مما فيه إثبات عدل ل ونفي التشبيه عنه، فإنه من الإيمان، وتركه كفر وشرك، والشاك في كفر من دان بخلاف ذلك كافر، وكذلك الشاك في الشاك أبدا.
قال: وأما الغيلانية، فلست أدري ما قولهم في المجبرة، أيكفرونهم أو لا يكفرونهم؟
قال: وقالت الفضلية(1): إن الإيمان الإقرار بالله وبجميع ما جاء من عند الله والأعمال الصالحة، وجعلوا كل ما جاء فيه من الوعيد، من القتل والزنى والسرقة وأشباه ذلك مما بينت المعتزلة أن فاعله فاسق، ولم يثبتوا المعرفة بالله ورسوله من الدين والإيمان؛ وذلك أنهم يزعمون أن المعارف بالحق كله ضرورة. قال: ولم يثبتوا الوعيد على هؤلاء الذين سموهم فساقا.
قال: وزعمت الجهمية أن الإنسان إذا أتى بالمعرفة ثم جحد بلسانه، أنه لا يكفر بجحده، وأن الإيمان لا ينتقص ولا يتفاضل أهله.
قال: وقال أصحاب أبي حنيفة: إن الإيمان إنما هو الإقرار والمعرفة بما جاء من عند الله، ولم يجعلوا شيئا من الدين مستخرجا من الايمان، وزعموا أن الإيمان لا ينتقص ولا يزيد ولا ينقص ولا يتفاضل الناس فيه.
وقالوا: من شك في الإيمان مؤمن أو يحرم دمه أنه مؤمن لا يكفر بذلك بعد أن يزعم أن الله حرم دماء المؤمنين، فإذا زعم ذلك وقصد إلى رجل من (1) في الأصل: الفضيلة.
مخ ۳۶۹