349

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة وقال بشربن المعتمر: بل الولاية والعداوة تكونان بعد حال الإيمان وحال الكفر بلا فضل، وزعم أن لو قال خلاف ذلك للزمه القول بالاستطاعة مع الفعل.

القول في الخذلان: قالت المجبرة: إنه منع ما يكون به الإيمان والطاعة وإحداث ما يوجب الكفر والمعصية، وهي الاستطاعة الموجبة لهما.

وقال أهل العدل: لو كان الأمر كذلك كان المخذول غير مكلف أن يأتي بالإيمان إذكان مكلفا ما لا ئيطيق.

وقال: الخذل هو منع الألطاف التي يحدثها الله للمؤمنين) المطيعين، (1/76) فتسهل عليهم الطاعاث ويزدادون عنه منها .

وقالوا: والكفار- وإن كان الله قد منعهم هذا الذي ذكؤنا وخذلهم بذلك - قادرون على الإيمان غيرعاجزين عنه، ومنع ذلك هو أصلح لهم في التدبير؛ لأنه لو سؤى بينهم وبين المؤمنين لاجترؤوا على الازدياد على الكفر والمعاصي، فلما زهدوا فيها وكان في ذلك مفسدة للمطيعين.

القول في الهدى: قالت المعتزلة وأهل العدل جميعا: إن الهدى من الله على وجهين: فوجه منه البيان والدعاء والدلالة، وهذا قد عم الله به جميع الممتحنين من خلقه، واحتجوا بقول الله عز وجل: ( وأما يمود فهد ينهم فأستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17]، قالوا: هذا وإن كان هكذا فليس يستحق الكفار أن يطلق

مخ ۳۴۹