ونُسب للأخفش أن (كي) لا تكون إلا تعليلية، ولايصح كونها مصدرية١، والذي في معاني القرآن لا يحتِّم ذلك، بل يجيز كونها مصدرية، قال:"قوله: ﴿لِيَشْتَروا بِهِ ثَمَنًا قَليلًا﴾ ٢ فهذه اللام إذا كانت في معنى (كي) كان ما بعدها نصبًا على ضمير (أنْ) وكذلك المنتصب بـ (كي) هو أيضًا على ضمير (أن) كأنه يقول للاشتراء فـ (يشتروا) لا يكون اسمًا إلا بـ (أن) فـ (أن) مضمرة وهي الناصبة، وهي في موضع جرّ باللام وكذلك: ﴿كَيْ لا يَكُونَ دُوْلَةً﴾ ٣ (أن) مضمرة وقد جرّتها كي، وقالوا: (كَيْمَهْ) فـ (مه) اسم، لأنه (ما) التي في الاستفهام وأضاف (كي) إليها.
وقد تكون (كي) بمنزلة (أن) هي الناصبة، وذلك قوله: ﴿لِكَيْ لا تَأْسَوا﴾ ٤ فأوقع عليها اللام، ولو لم تكن (كي) وما بعدها اسمًا لم تقع عليها اللام"٥
الضرب الثالث وهو قياسي: حرف مصدري ينصب المضارع بنفسه وذلك إذا دخلت على كي اللام التعليلية ولم يقع بعدها أن المصدرية نحو: زرتك لكي تكرم محمدًا.
١ ينظر شرح الرضي: ٤/٤٨، والمغني: ٢٤٢، والتصريح: ٤/٢٩٠.
٢ البقرة: ٧٩.
٣ الحشر: ٧.
٤ الحديد: ٢٣.
٥ معاني القرآن: ١١٩.