al-Mansub 'ala Naẓ' al-Khafid fi al-Qur'an
المنصوب على نزع الخافض في القرآن
خپرندوی
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
د ایډیشن شمېره
العدد ١١٦،السنة ٣٤
د چاپ کال
١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م
ژانرونه
المنصوب على نزع الخافض في القرآن
إعداد
الدكتور إبراهيم بن سليمان البعيمي
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، أنزل القرآن الكريم علىعبده الأمين، هدى وبشرى للمؤمنين، وجعله محفوظًا إلى يوم الدين، وصلّى الله وسلّم على رسوله المصطفى، أفصح من نطق بالضاد، وعلى آله وأصحابه الغرّ الميامين، الذين حملوا شعلة الدين، وبلّغوا الأمانة كما احتملوها ﵃ أجمعين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله.
أمَّا بعد، فإن القرآن الكريم معين لا ينضب، والدرس فيه مبارك، ودارسه موفّق، كتبْتُ فيما مضي بحثين في النحو أولهما: المنصوب على التقريب، وثانيهما ما تمِّم من الأفعال الناسخة في القرآن، وكان مدار هذينك البحثين القرآن الكريم: دراسة وتطبيقًا، فأحببت أن ينتظم العقد بحثًا ثالثًا هو: (المنصوب على نزع الخافض في القرآن جمعًا ودراسة) ولعليّ - إن كان في العمر فسحة - أكمل العقد ببحوث نحوية وصرفية يكون مجالها التطبيقي القرآن الكريم كالتقاء الساكنين، والتنازع، وأثر المجاورة، والاستثناء المنقطع، وأحكام حتّى، وغيرها مما هو مدوّن لديّ في جذاذات تنتظر الإخراج.
في كثير من القراءات القرآنية أسرار دفينة، وأحكام نحوية وصرفية، إبرازها خير من اللهاث خلف شاهد شعريٍّ، تضطرب روايته عند التمحيص، فخير الأعمال ما كان في خدمة كتاب الله الكريم يبارك الله فيها ونسأله أن تكون شاهدة لنا لا علينا بمنه وكرمه، وأن يجعلها في موازين أعمالنا يوم الحساب.
هذا البحث لم يتأتَّ لي سهوًا رهوًا، وإنما أخذت أنقِّب عن مادته العلمية بحثًا عن شاهد في بطون كتب النحو، والتفسير، وإعراب القرآن،
1 / 261
والقراءات، والمعاجم اللغوية، وغيرها كثير، ككتاب (دراسات لأسلوب القرآن الكريم) للشيخ محمد عبد الخالق عضيمة ﵀، إذ أفدت منه كثيرًا في الشواهد، ومعجم الأدوات والضمائر في القرآن، والمعجم المفهرس لألفاظ القرآن، كما تتبّعت الأفعال اللازمة في القرآن، أدرس ما عُدّي منها، فإن كانت تعديته بنزع الخافض ادَّخرته، وإن كان معدَّى بغير ذلك من طرق التعدية المعروفة اطَّرحته، ولم أدرجه في بحثي، ومن خلال التنقيب والبحث رأيت أن المادة العلمية جديرة بإفرادها في بحث مستقل، استهللته بالحديث عن نزع الخافض: تعريفه، وأحكامه، وقياسيته، والفرق بين نزع الخافض والتضمين، فكان فصلًا، ثم درست نزع الخافض في القرآن في الفصل الثاني، فما كان منه قياسيًا اكتفيت بأمثلة تجلّيه وتوضِّحه، دون استقصاء وحصر لجميع ما جاء منه في القرآن، لأن البحث ليس معجمًا للقرآن، وما كان غير قياسي فإنني أحرص علىالاستقصاء والتحرّي، فإن فاتني منه شيء فالكمال لله.
ولا يخفى أن وجه الشاهد في بعض الآيات المستشهد بها يكون مرجوحًا، أو يكون القول به غير واضح الدلالة، أو ينازعه التضمين، فأورده، وأورد معه الوجه الأرجح، استيفاءً لما قيل في الآية، وخروجًا من لائمة التقصير، فإن قيل إن نزع الخافض في غير مواطنه القياسية موقوف على السماع، ولا تحمل الشواهد القرآنية إلا على المسائل القياسية، فأقول: إن الأئمة من النحاة والمفسرين والمعربين للقرآن أكثروا من القول بنزع الخفض في غير مواطن القياس، وارتضوه في آيات كثيرة، ومن الخير عدم الشذوذ عنهم، والتعسُّف في توجيه تلك الشواهد فرارًا من القول بنزع الخافض، ولكن يقال هذه شواهد تحفظ ولا تتخذ قياسًا.
1 / 262
والناظر في كتب التفسير، وكتب إعراب القرآن، يلحظ كثرة اختلاف النحويين في إعراب الآيات القرآنية، ومردّ ذلك - والله أعلم - إلى أسلوب القرآن المعجز، فالبشر لا يستطيعون الإحاطة بكلِّ مراميه ومقاصده، فاحتمل كثيرًا من المعاني، والوجوه التي نشأ عنها كمٌّ من التوجيهات النحوية.
هذا وقد اقتضت الدراسة المنهجية الحديثة أن يكون البحث في فصلين انتظما مباحث ومطالب بحسب الحاجة.
1 / 263
المنصوب على نزع الخافض في القرآن (جمعًا ودراسة)
وفيه تمهيد وفصلان:
التمهيد يشتمل على ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: تعدِّي الفعل ولزومه.
المسألة الثانية: علامات تعدِّي الفعل ولزومه.
المسألة الثالثة: تعلّق الجار والمجرور.
الفصل الأول: دراسة نزع الخافض.
وانتظم مباحث:
المبحث الأول: تعريف المصطلح.
المبحث الثاني: أحوال نزع الخافض في العربية.
المبحث الثالث: حكم منزوع الخافض.
المبحث الرابع: المنصوب بعد (ما) الحجازية.
المبحث الخامس: نزع الخافض والتضمين.
الفصل الثاني: المنصوب على نزع الخافض في القرآن.
وتحته مباحث:
المبحث الأول: نزع الخافض قياسًا في القرآن وتحته مطالب:
المطلب الأول: دراسة أنَّ وأنْ بعد نزع الخافض.
المطلب الثاني: نزع الخافض من أنَّ وأنْ في القرآن.
المطلب الثالث: دراسة كي في اللغة.
المطلب الرابع: كي في القرآن.
1 / 264
المبحث الثاني: نزع الخافض سماعًا في القرآن.
وفيه مطالب:
المطلب الأول: نزع الخافض من المفرد.
المطلب الثاني: دراسة التعليق والجُمل التي بعده.
المطلب الثالث: نزع الخافض من الجملة المعلّقة في القرآن.
الطلب الرابع: المفعول الثاني منصوب على نزع الخافض.
أسأل الله ﷾ أن يلهمنا رشدنا، ويسدد خطانا، ويبارك لنا في أعمالنا إنه سميع مجيب.
1 / 265
مدخل
تعدي الفعل ولزومه
...
تمهيد
من أراد أن يقرأ بحثًا في نزع الخافض فلا بدَّ له بادئ ذي بدء أن يقف على معنى التعدي واللزوم ويلمَّ بأحكامهما، ويعرف علاماتهما، ومعنى تعلقهما بالفعل أو ما فيه رائحة الفعل، ليدرك بنفسه الأفعال المتعدية أصالة، والأفعال التي تعدت بسبب نزع الخافض منها، وذلك لتكون أحكامه بعدئذٍ دقيقة موافقة للقواعد التي وضعها علماء العربية في هذا الشأن، ولهذا رأيت أن أتحدث عن هذه المعاني تمهيدًا للبحث، فجاءت في ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: تعدّي الفعل ولزومه
للفعل في العربية تقسيمات كثيرة: من حيث الصحة والاعتلال، ومن حيث التمام والنقصان، ومن حيث التجرد والزيادة، ومن حيث التعدي واللزوم ومن حيث الزمن الماضي والحاضر والمستقبل، ومن حيث الأبنية، وغير ذلك مما هو مبسوط في علم التصريف١.
ويخصنا هنا تقسيمه من حيث التعدي واللزوم فنقول: الفعل ضربان: متعدٍّ، ولازم.
_________
١ للوقوف على هذه التقسيمات تنظر المراجع التالية: شرح لامية الأفعال لابن الناظم، وبغية الآمال للبلي، وشرح تصريف العزي لسعد الدين التفتازاني، وفتح الأقفال لبحرق اليمني، ودروس التصريف لمحمد محيي الدين عبد الحميد، والمغني في تصريف الأفعال لمحمد عبد الخالق عضيمة، وتصريف الأفعال لعبد الحميد عنتر ٠ فهذه مصنفات أفردت في تصريف الأفعال وتصريف الفعل مبثوث في كتب النحو والصرف.
1 / 266
فالمتعدّي: هو المتجاوز يقال عدا فلان طورَه أي: جاوزه، وعند النحاة هو: تجاوز الفعلِ الفاعلَ إلى مفعول به أو أكثر.
وهو يصل إلى المفعول به بدون واسطة حرف جرّ، ويسمّى متعديًا بنفسه، وواقعًا، ومتجاوزًا، وإنما سمّي بهذه الأسماء، لأنه تعدّى الفاعلَ إلى المفعول به، وتجاوزه إليه، ووقع عليه فعل الفاعل.
ولازم: وهو الذي لا يصل إلى المفعول به إلا بواسطة حرف جرّ ويسمّي أيضًا قاصرًا، أومتعديًا بحرف جرِّ، وسمّي بهذه الأسماء للزومه فاعلَه فلم يتعدَّه إلى سواه، ولم يتجاوزه إلى غيره، واللازم ينصب ما سوى المفعول به من المفاعيل وأشباهها نحو: جلست آمنًا جلوسًا أمامَ المسجد يومَ الخميس وزيدًا.
وفي العربية أفعال كثيرة استعملت متعدية ولازمة منها: غاض الماءُ، وغضته، وفَغَرَ الرجلُ فاه، وفَغَرَ فوه، وكسفتِ الشمسُ، وكسف اللهُ الشمسَ، ودَلَعَ لسانُه، ودَلَعَ الرجلُ لسانَه، وهي كثيرة١ جاء منها في القرآن قوله تعالى: ﴿ما يَأْتيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رّبِّهم مُّحْدَثٍ إلاَّ اسْتَمَعوهُ وَهُمْ يَلْعَبونَ﴾ ٢ وقال تعالى: ﴿وَإذا قُرِئَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعوا لَهُ وَأَنْصِتوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ ٣.
_________
١ ينظر: أدب الكاتب لابن قتيبة: ٤٥٤، والمزهر للسيوطي: ٢/٢٣٦ ٠
٢ الأنبياء: ٢ ٠
٣ الأعراف: ٢٠٤ ٠
1 / 267
المسألة الثانية: علامات تعدّي الفعل ولزومه
وضع النحاة علامات يُستدلُّ بها على معرفة اللازم من المتعدّي، وهي: صحة اتصال ضمير المفعول به بالفعل، ومجيء اسم مفعول تامٍّ منه، نحو القطار ركبته وهو مركوب، واللازم لا يجيء منه ذلك إلا بواسطة حرف الجرّ نحو الكرسي جلست عليه وهو مجلوس عليه.
وجعلوا للازم علامات يُستدلّ عليه بها، من هذه العلامات: كونه من أفعال السجايا، أو العوارض، أو يدلّ على نظافة، أو ضدها، ومطاوع المتعدي لواحد، وذكر ابن عصفور أنَّ من علامات اللازم ألاَّ يصحَّ السؤال عنه بأيِّ شيء وقع، نحو: (قام) و(جلس)، إذ لا يقال: بأيِّ شيء وقع قيام زيد؟، ولا بأيِّ شيء وقع جلوس بكر؟ ١، وغير ذلك مما هو مبسوط في كتب النحو٢ قال ابن مالك في علامة المتعدّي:
علامة الفعل المعدّى أن تصل ... ها غير مصدر به نحو عمل
وزاد في شرح التسهيل: "أن يصاغ منه اسم مفعول تام باطراد"٣.
واعترض عليه الشاطبيّ٤ والدماميني٥ باعتراضات منها:
أوّلًا: أن من الأفعال العربية ما يتعدّى بنفسه تارة، وبحرف الجرّ تارة أخرى، نحو شكرته وشكرت له، ونصحته ونصحت له، ومثل هذه الأفعال
_________
١ ينظر: شرح الجمل: ١/٢٩٩.
٢ ينظر في ذلك باب التعدي واللزوم في شروح ألفية ابن مالك.
٣ شرح التسهيل: ٢/١٤٩.
٤ المقاصد الشافية: ١/ ١٢٦.
٥ تعليق الفرائد: ٥/٩.
1 / 268
تكون داخلة تحت قاعدته وخارجة عنها في آنٍ واحد بحسب الاستعمال، ومثل هذه الأفعال تكون مشكلة، والقواعد يستلزم فيها أن تكون حاصرة.
وأجيب عن هذا الاعتراض بأن باب شكرت له وشكرته موقوف علىالسماع، والحديث عمَّا ينقاس.
ثانيًا: أن العرب تتوسع في المتصرف من ظروف الزمان والمكان، فتلحق الفعل ضميرًا يعود على أحدهما، كقوله تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ َ﴾ ١، وكذلك يقال: يوم الجمعة سرته، ومكانكم قمته، وكلّ هذا على إجراء الظرف مجرى المفعول به مجازًا، ولا يقال: إن الضمير هنا ضمير مفعول به، ولكن يصح أن يقال: إن هذه الضمائر ليست ضمائر مصدر.
وأجيب عن هذا الاعتراض: بأن التوسع في الظروف مجاز على خلاف الأصل، والأصل ألاّ يصل الفعل إلى ضمير الظرف إلا بواسطة حرف الجر، والضوابط تكون بحسب الأصل، لا بحسب التوسع المجازي.
ثالثًا: أن الأفعال المتعدية في العربية ثلاثة أقسام: قسم يتعدى بنفسه، وقسم يتعدى بواسطة حرف الجرّ وهوما يطلب المجرور على جهة اللزوم كممرت به ورغبت فيه وعجبت منه، وقسم يتعدى مرة بنفسه ومرة بحرف الجرّ كما سبق في شكرته، وشكرت له.
والضابط الذي ذكره ابن مالك قد أخرج من أقسام المتعدى القسم الثاني، وهو ما يطلب المجرور على جهة اللزوم، وساوى بينه وبين ما لايطلب
_________
١ البقرة: ١٨٥.
1 / 269
المجرور على جهة اللزوم، كقام وقعد، فطلب هذه للمجرور- إن وُجد - لا يسمّى تعديًا وإنما يسمّى تعلُّقًا.
وأجيب بأن من سمّى المجرور متعدَّى إليه فهذا اصطلاح خاص به ولا مشاحة في الاصطلاح.
رابعًا: أن هذا الضابط دوريٌّ، إذ تتوقف فيه معرفة اسم المفعول التام على معرفة الفعل المتعدّي، وبالعكس، وكذلك تتوقف معرفة المتعدي على صحة اتصال ضمير المفعول به بالفعل، ويتوقف تمييز ضمير المفعول به عن غيره من الضمائر، على معرفة كون الفعل متعديًا، فجاء الدور٠
وأجيب عن هذا الاعتراض بأن المقصود التمييز وليس الحدُّ.
خامسًا: أن العرب تنصب الاسم على نزع الخافض، كـ (تمرون الديار) والمنزوع الخافض مفعول به، والفعل في مثل هذا لايصح أن يتصل به ضمير المفعول به.
وأجيب بأن منزوع الخافض بابه ضرورة الشعر، أو الشذوذ، ولاتحمل القواعد على الضرائر والشذوذ.
تعليق الجار والمجرور ... المسألة الثالثة: تعلق الجار والمجرور: معنى التعلق: هو الارتباط المعنوي بين الحدث وشبه، الجملة بحيث لا يكتمل معنى أحدهما إلا بالآخر، ولا يتعلّق من حروف الجر إلا ما كان أصليًا فقط، وتكتفي أشباه الجمل في التعلّق بما فيه رائحة الفعل، وفي تعلّق الظرف والمجرور بالناقص، والجامد، وأحرف المعاني خلاف١ _________ ١ ينظر في (تعلق شبه الجملة): مغني اللبيب الباب الثالث، والأشباه والنظائر: ٢/٢٢٤.
تعليق الجار والمجرور ... المسألة الثالثة: تعلق الجار والمجرور: معنى التعلق: هو الارتباط المعنوي بين الحدث وشبه، الجملة بحيث لا يكتمل معنى أحدهما إلا بالآخر، ولا يتعلّق من حروف الجر إلا ما كان أصليًا فقط، وتكتفي أشباه الجمل في التعلّق بما فيه رائحة الفعل، وفي تعلّق الظرف والمجرور بالناقص، والجامد، وأحرف المعاني خلاف١ _________ ١ ينظر في (تعلق شبه الجملة): مغني اللبيب الباب الثالث، والأشباه والنظائر: ٢/٢٢٤.
1 / 270
فإذا وصل اللازم إلى المفعول به بواسطة حرف الجر تعلّق به الجار والمجرور.
ويفرّق الشاطبي بين التعلّق، والتعدّي بالحرف فيقول: "إن التعدّي يطلق حيث يكون الفعل طالبًا لحرف الجر على اللزوم كمررت بزيدٍ وعجبت من فعله ورغبت في الخير، فإن مثل هذه الأفعال في طلبها للمجرور كالمتعدّي بالنسبة إلى المفعول، والتعلّق حيث يكون لا يطلبه على اللزوم بل بالنسبة إلى القصد في الكلام كذهبت معك وقعدت في منزلك وانطلقت إليك، فإن هذه الأفعال إنما تطلبه بحسب ما طلبته مقاصد الكلام، فتقول مرّة: انطلقت من عندك، وتارة: انطلقت معك، وتارة انطلقت إليك، وتارة: انطلقت بسببك، ولأجلك، ومن جرَّائك، وتقول مرّة: انطلقت لاغير فلا تُعَدِّيه، ولا يطلب شيئًا، وفرق بين فعل يطلب الحرف الجار من جهة وضعه، وفعل يطلبه من حيث هو مقصود في الكلام"١.
_________
١ المقاصد الشافية:١/١٤١.
1 / 271
دراسة نزع الخافض
تعريف المصطلح
...
الفصل الأول: دراسة نزع الخافض:
وفيه مباحث:
المبحث الأول: تعريف المصطلح:
مادة: (نزع) تدلّ على القلع والإزالة يقال: نزع النجارُ المسمارَ فهو منزوع بمعنى اقتلعه، ونزع الأميرُ العاملَ عن عمله أزاله قال ابن منظور:"نزع الشيءَ يَنْزِعُه نزْعًا فهو منزوع، ونزيع، وانتزعه فانتزع اقتلعه فاقتلع. ونزع الأميرُ العاملَ عن عمله أزاله وهو على المِثْل، لأنه إذا أزاله فقد اقتلعه وأزاله"١، وفرّق سيبويه بين (نزع) و(انتزع) فقال:"وأما انتزع فإنما هي خطفةٌ كقولك استلب، وأما نزع فإنه تحويلك إياه وإن كان على نحو الاستلاب"٢.
_________
١ اللسان (نزع) ٨/٣٤٩.
٢ الكتاب: ٤/٧٤.
1 / 272
وللصبَّان تعليل آخر إذ يقول:"وإنما سمّيت حروف الجر، إما لأنها تجرُّ معاني الأفعال إلى الأسماء، أي: توصلها إليها، فيكون المراد من الجرّ المعنى المصدري، ومن ثَمّ سمّاها الكوفيون حروف الإضافة، لأنها تضيف معاني الأفعال أي: توصلها إلى الأسماء، وإما لأنها تعمل الجرَّ فيكون المراد بالجرّ الإعراب المخصوص"١.
_________
١ شرح الأشموني:٢/٢٠٣.
المبحث الثاني: أحوال نزع الخافض في العربية: لحذف حرف الجرّ في العربية ثلاث حالات٢: الأولى: أن يحذف قياسًا مطّردًا - فيصير الفعل متعدّيًا - وذلك مع الأحرف المصدرية (أنّ وأن) - وزاد ابن هشام٣: (كي) -، لطول الصلة، _________ ٢ ينظر في هذا التقسيم: شرح الجمل لابن عصفور: ١/٢٩٩، وشرح التسهيل: ٢/١٤٩، والتصريح: ٢/٤٠٤، والأشموني: ٢/٨٩. ٣ أوضح المسالك: ٢/١٦١.
المبحث الثاني: أحوال نزع الخافض في العربية: لحذف حرف الجرّ في العربية ثلاث حالات٢: الأولى: أن يحذف قياسًا مطّردًا - فيصير الفعل متعدّيًا - وذلك مع الأحرف المصدرية (أنّ وأن) - وزاد ابن هشام٣: (كي) -، لطول الصلة، _________ ٢ ينظر في هذا التقسيم: شرح الجمل لابن عصفور: ١/٢٩٩، وشرح التسهيل: ٢/١٤٩، والتصريح: ٢/٤٠٤، والأشموني: ٢/٨٩. ٣ أوضح المسالك: ٢/١٦١.
1 / 273
ولأن حرف الجر لم يظهر له تأثير في العمل، والحذف هنا مشروط بأن يتعيّن الحرف عند حذفه نحو: عجبت أن يفوز مهمل، أي من أن يفوز مهمل، أمّا إن لم يتعيّن الحرف فابن مالك١ وكثير من النحاة يمنعون الحذف، لأنه يؤدّي إلى لبس نحو: رغبت أن تذهب، إذ لا يعلم المراد بالرغبة (فيها أم عنها)، ويشكل على هذا قوله تعالى: ﴿وَتَرْغَبونَ أَنْ تَنْكِحوهُنَّ﴾ ٢ إذ يصحّ أن تكون الرغبة في نكاحهنّ لجمالهنّ، ويصح أن تكون الرغبة عن نكاحهنَّ لدمامتهنّ، وأجيب عن هذا الإشكال بجوابين:
أحدهما: أن يكون حذف الحرف اعتمادًا على القرينة الرافعة للبس وبه قال المرادي٣ نقلًا عن أبي حيّان في منهج السالك، والذي في منهج السالك: "ويطّرد حذف حرف الجرّ من أنّ وأن إذا أمن اللبس فلا يجوز رغبت أن تقعد، لأنه ملبس، إذ يحتمل أن يكون المعنى رغبت في أن تقعد، ويحتمل أن يكون رغبت عن أن تقعد، فإن زال اللبس وتعيّن حرف الجر جاز ذلك نحو قول: ﴿وَتَرْغَبونَ أَنْ تَنْكِحوهُنَّ﴾ " ٤.
_________
١ قال ابن مالك:
وعدّ لازمًا بحرف جر ... وإن حذف فالنصب للمنجر
نقلًا وفي أنّ وأن يطّرد ... مع أمن لبس كعجبت أن يدوا
٢ النساء: ١٢٧.
٣ توضيح المقاصد والمسالك: ٢/ ٥٤.
٤ منهج السالك: ١٢٨، نسخة مصورة عن رسالة دكتوراه في الولايات المتحدة.
1 / 274
وثانيهما: أن يكون حذف الحرف لمعنى بلاغي وهو قصد الإبهام ليرتدع بذلك الطامع والمعرض١.
واختلف في محل (أنَّ) و(أن) عند حذف حرف الجر المطّرد حذفه معهما فقيل: محلّهما نصبٌ، قياسًا على الاسم الصريح، ونُسب للخليل وإليه ذهب الفراء٢ والمبرّد٣ وعزاه ابن مالك - متابعًا ضياء الدين بن العلج - إلى سيبويه، وصححه٤، وقيل محلّهما جرٌّ ونُسب للكسائي، ومال إليه السيرافي٥، واستدلوا بقول الشاعر:
وَما زُرْتُ لَيْلى أَنْ تَكونَ حَبيبَةً ... إليَّ وَلا دَيْنٍ بِها أَنا طالِبُهْ٦
بجر (دينٍ) عطفًا على محل: (أن تكون) إذ أصله (لأن تكون) .
_________
١ ينظر توضيح المقاصد: ٢/٥٤، والتصريح: ٢/٤٠٨، والأشموني: ٢/٩١.
٢ ينظر معاني القرآن: ١/٢١٠.
٣ ينظر المقتضب ٢/٣٤١: قال:"وتقول: أشهد أن محمدًا رسول الله فكأن التقدير: أشهد على أن محمد رسول الله أي: أشهد على ذلك، أو أشهد بأنَّ محمد رسول الله، أي: أشهد بذلك".
وقال في ٢/٣٤٦: "زعم قوم من النحويين موضع (أن) خفض في هاتين الآيتين – ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ ﴿وأنَّ المَسَاجِدَ لِِِلَّهِ فلاَ تَدْعُو مَعَ الله ِأَحَدًا﴾ - وما أشبههما، وأن اللام مضمرة، وليس هذا بشيء واحتجوا بإضمار ربّ في قوله:
وبلد ليس به أنيس
وليس كما قالوا، لأن الواو بدل من (رب) كما ذكرت لك".
٤ ينظر شرح التسهيل: ٢/١٥٠، وشرح ابن الناظم:٢٤٩، والتصريح: ٢/ ٤٠٨.
٥ ينظر في العزو: المقاصد الشافية: ١/ ١٤٩، وتعليق الفرائد: ٥/١٥.
٦ بيت من الطويل للفرزدق وهو في ديوانه: ١/٨٤.
1 / 275
وأجاز الزجاج الوجهين١، وهو ظاهر مذهب سيبويه قال: "وسألت الخليل عن قوله جلّ ذكره: ﴿وَأنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَّاحِدَةً وَّأَنا رَبُّكُمْ فَاتَّقونِ﴾ ٢ فقال إنما هو على خذف اللام كأنه قال: ولأنَّ هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاتقون، وقال: ونظيرها: ﴿لإيْلافِ قُرَيْشٍ﴾،لأنه إنما هو: لذلك ﴿فَلْيَعْبُدُوا﴾، فإنْ حذفْتَ اللامَ من (أنَّ) فهو نصب، كما أنك لو حذفت اللام من لإيلاف كان نصبًا هذا قول الخليل. ولو قال إنسان: إنَّ (أنّ) في موضع جرٍّ في هذه الأشياء، ولكنه حرف كثر استعماله في كلامهم فجاز فيه حذف الجار كما حذفوا ربَّ في قولهم:
وَبَلَدٍ تَحْسَبُهُ مَكْسوحا٣
لكان قولًا قويًّا وله نظائر نحو قوله: لاهِ أبوك. والأوَّل قول الخليل"٤.
الحالة الثانية: حذف جائز في سعة الكلام: المنثور والمنظوم، فيما سمع من أفعال استعملها العرب مرة متعدية بنفسها، وتارة بحرف الجرّ، مع الاتحاد في اللفظ والمعنى٥ وهي:"شكر، ونصح، ووزن، وكال يكيل، يقال: شكرت له وشكرته، ونصحت له ونصحته، ووزنت له ماله ووزنته ماله، وكلت لزيد طعامه وكلته طعامه، وكذلك: اختار وأمر يقال اخترت زيدًا قومَه واخترت زيدًا من قومه، وأمرتك الخيرَ، وأمرتك بالخير" قال الشاعر:
_________
١ ينظرمعاني القرآن: ١/٢٩٨، و٣٠٠.
٢ المؤمنون: ٥٢.
٣ شطر بيت من الرجز معزو لأبي النجم العجلي في شرح أبيات سيبوية لابن السيرافي: ٢/١٩٠.
٤ الكتاب: ٣/١٢٦.
٥ ينظر في هذه الأفعال: شرح الرضي: ٤/١٣٦، المقاصد الشافية: ١/١٢٨.
1 / 276
أَمَرْتُكَ الخَيْرَ فَافْعَلْ ما أُمِرْتَ بِهِ ... فَقَدْ تَرَكْتُكَ ذا مالٍ وذا نَشَبِ١
وهذه الأفعال موقوفة على السماع، قال ابن مالك:"ومأخذ هذا النوع السماع"٢ وسمّاها المتعدية بوجهين.
واختلف النحاة في أصالة هذه الأفعال التي تتعدّى مرة بنفسها ومرة بحرف الجرّ فذهب فريق: منهم ابن عصفور٣ وأبو حيّان٤ إلى أنَّ كلّ واحد منهما أصل برأسه، وليس أحدهما متفرعًا من الآخر، وذهب فريق ثانٍ منهم الشَّلَوْبين الصغير٥ إلى أن الأصل في هذه الأفعال التعدي بنفسها، فإن دخل على المفعول حرف جرّ فهو زائد، وذهب ابن درستويه٦ إلى أن الفعل (نصح) يتعدّى إلىمفعولين أحدهما بنفسه والآخر بحرف الجر، وأنكر الكسائي٧ أن
_________
١ بيت من البسيط وهو لعمرو بن معدي كرب في ديوانه:٦٣، والكتاب: ١/٣٧، ونسب لخفاف بن ندبة السلمي وهو في ديوانه ضمن شعراء إسلاميون: ٥٢٩، كما نسب للعباس بن مرداس السلمي وهو في ديوانه:٤٦، ولأعشى طرود في فرحة الأديب:٦٢.
٢ شرح التسهيل ٢/١٥١.
٣ شرح الجمل: ١/٣٠٠.
٤ ارتشاف الضرب: ٢٠٨٨.
٥ ينظر رأيه في ارتشاف الضرب: ٢٠٨٨، ودون عزو في شرح الجمل: ١/٣٠٠، والشلوبين الصغير هو: محمد بن عليّ بن محمد الأنصاري، شرح أبيات سيبويه، وأكمل شرح شيخه ابن عصفور على الجزولية، مات شابًا في حدود عام:٦٦٠ ٠ تنظر ترجمته في: بغية الوعاة: ١/ ١٨٧ وكشف الظنون: ١٤٢٧.
٦ ينظر رأيه في شرح الجمل: ١/٣٠٠، وابن درستويه هو: عبد الله بن جعفر بن درستويه ابن المرزبان الفسوي ولد عام:٢٥٨، وتوفي عام ٣٤٧؟ أخذ عن ابن قتيبة والمبرد وغيرهم. تنظر ترجمته في نزهة الألباء: ٢٨٣ وفيه قائمة بمصادر ترجمته لراغب المزيد.
٧ ما تلحن فيه العامة: ١٠٢.
1 / 277
يقال: شكرتك ونصحتك ويرى أنَّ الصواب أن يقال: "شكرت لك ونصحت لك" وقال: هذا كلام العرب وقال الفراء: "العرب لا تكاد تقول شكرتك، إنما تقول شكرت لك، ونصحت لك، ولايقولون نصحتك، وربّما قيلتا"١
وأجاز الأخفش الصغير٢: أن يُحكم باطراد حذف حرف الجر، والنصب فيما لا لَبْسَ فيه إذا كان الفعل يتعدّى إلى اثنين أحدهما بنفسه والآخر بواسطة حرف الجرّ، إنْ تعيّن الحرف، وتعين موضعه، كقول الشاعر:
تَحِنُّ فَتُبْدي ما بِها مِنْ صَبابَةٍ ... وَأُخْفي الَّذي لَوْلا الأُسى لَقَضانِي٣
قال ابن مالك: "والصحيح أن يتوقف فيه على السماع"٤.
الحالة الثالثة: حذف سماعي مخصوص بالضرورة كقول الشاعر:
يُشَبَّهونَ سُيوفًا في مَضائِهِمُ ... وَطولِ أَنْضِيَةِ الأعْناقِ والأَمَمِ٥
أي: يشبّهون بسيوف، وقول الآخر:
_________
١ معاني القرآن: ١/٩٢.
٢ شرح الجمل لابن عصفور:١/٣٠٧، شرح التسهيل لابن مالك:٢/١٥٠، وتعليق الفرائد: ٥/١٧، والأخفش الصغير هو: علي بن سليمان بن الفضل أبو الحسن أخذ عن الإمامين المبرد وثعلب، توفي عام ٣١٥؟: تنظر ترجمته في طبقات الزبيدي: ١١٥، ونزهة الألباء: ١٨٥، وإنباه الرواة: ٢/٢٧٦.
٣ بيت من الطويل منسوب لعروة بن حزام في الخزانة:٨/١٣٠، والدرر: ٤/١٣٦، ودون عزوفي الكامل للمبرد:٤٧،والمسائل العسكرية:١٩٢،وشرح الجمل لابن عصفور:١/٣٠٧.
والأسى بضم الهمزة جمع أُسوة: وهو التأسي وما يتأسّى ويتعزّى به الحزين.
٤ شرح التسهيل: ٢/١٥٠.
٥ بيت من البسيط: للشمردل بن شريك اليربوعي وهو في شعره المجموع ضمن شعراء أمويون القسم الثاني ٥٥٢ وهو فيه: "يشبهون قريشًا من تكلمهم"، والرواية المثبتة هي رواية الشاطبي:١/١٤٢.
1 / 278
كَأَ نِّيَ إذْ أَسْعى لأظْفَرَ طائِرًا ... مَعَ النَّجْمِ في جَوِّ السَّماءِ يُصَوِّبُ١
أي: لأظفر بطائرٍ، وقول الآخر:
لَدْنٌ بِهَزِّ الكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُهُ ... فيهِ كَما عَسَلَ الطَّريقَ الثَّعْلَبُ٢
أي: كما عسل في الطريق، وقول الآخر:
تَمُرّونَ الدِّيارَ وَلَمْ تَعوجوا ... كَلامُكُمُ عَلَيَّ إذن حَرامُ٣
أي: تمرون بالديار، وقال الآخر:
أَسْتَغْفِرُ اللهَ ذَنْبًا لَسْتُ مُحْصِيَهُ ... رَبَّ العِبادِ إلَيْهِ الوَجْهُ والعَمَلُ٤
_________
١ بيت من الطويل دون عزو في معاني القرآن للأخفش:٢٩٥، وشرح التسهيل: ٢/١٤٨، والمقاصد الشافية / ١/١٤٢.
٢ بيت من الكامل لساعدة بن جؤيَّة الهذلي في شرح أشعار الهذليين:١١٢٠والكتاب:١/٣٦ ٢١٤، ودون عزو في أسرار العربية: ١٨٠، والأشموني: ١/١٩٧.
٣ بيت من الوافر لجرير بن عطية في ديوانه: ٢٧٨، والرواية فيه:
أتمضون الرسوم ولا نُحيَّى ... كلامكم عليًّ إذن حرام
والرواية المثبتة هي المشهورة في كتب النحاة، وهي رواية الكوفيين ذكر ذلك المبرد في الكامل: ٥٠، وأشار إلى رواية الديوان وقال عنهما:"ليستا بشيء لما ذكرت لك، والسماع الصحيح والقياس المطرّد لا تعترض عليه الرواية الشاذة" ثم قال المبرد:"قرأت على عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
مررتم بالديار ولم تعوجوا
فهذا يدل على أن الرواية مغيّرة"ا؟.
ينظر: رصف المباني:٢٤٧، وابن يعيش: ٨/٨- ٩/١٠٣، والمقرّب:١/١١٥، تخليص الشواهد: ٥٠٣، والمقاصد النحوية: ٢/٥٦٠، وهمع الهوامع: ٥/٢٠، والخزانة: ٩/١١٨.
٤ بيت من البسيط دون عزو في الكتاب ١/٣٧، والمقتضب:٢/٣٢١، وابن يعيش:٧/٦٣، ٨/٥١، والهمع: ٥/١٧.
1 / 279
أي: أستغفر الله من ذنب، وقال الآخر:
آلَيْتُ حَبَّ العِراقِ الدَّهْرَ أَطْعَمُهُ ... وَالحَبُّ يَأْكُلُهُ في القَرْيَةِ السّوسُ١
أي: آليت على حبِّ العراق، وقال الآخر:
فَبِتُّ كَأَنَّ العائِداتِ فَرَشْنَنِي ... هَراسًا بِهِ يُعْلى فِراشي وَيُقْشَبُ٢
يريد: فرشن لي، وقول الآخر:
مِنَّا الّذي اخْتيرَ الرِّجالَ سَماحَةً ... وَخَيْرًا إذا هَبَّ الرِّياحُ الزَّعازِعُ٣
أي: اختير من الرجال.
هذا مع نصب الاسم بعد حذف الجار.
وقد يحذف الجار ويبقى عمله، ولا خلاف في شذوذ الإعمال حينئذٍ ومنه قول الآخر:
إذا قيلَ أيٌّ النّاسِ شَرٌّ قبيلةً ... أَشارَتْ كُلَيْبٍ بِالأكُفِّ الأصابِعُ٤
_________
١ بيت من البسيط للمُتَلَمِّس الضُّبعي في ديوانه: ٩٥، والكتاب: ١/٣٨، والجنى الداني: ٤٧٣، وتخليص الشواهد: ٥٠٧، والأشموني: ١/١٩٧.
٢ بيت من الطويل للنابغة الذبياني في ديوانه: ٧٢، وإصلاح المنطق: ٤٠٦، وشرح الجمل لابن عصفور: ١/٣٠٧، والهراس بفتح الهاء، وتخفيف المهملة: اسم جنس للشوك واحده هراسة، ويقشب أي يُخلط.
٣ بيت من الطويل للفرزدق في ديوانه: ٤١٨، وفي تفعليته الأولى خرم، وهو في الكتاب: ٣٩، والمقتضب: ٤/٣٣٠، والخزانة:٩/١١٣.
٤ بيت من الطويل للفرزدق في ديوانه: ٤٢٠ ضمن قصيدته التي منها الشاهد السابق، ورواية الديوان: برفع (كليبٌ) وكذلك في النقائض: ٧٠٢ وخرّج أبو عبيدة معمر بن المثنى وجه الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: أشارت الأصابعُ: هذه كليبٌ، وعلى هذه الرواية يزول الشاهد، وهو توجيه حسنٌ، وروي بنصب (كليبًا) على الأصل في نزع الخافض، وأشار إلى رواية النصب البغداديُّ في الخزانة: ٩/١١٣، وقال:"وقد رأيته في ديوانه والمناقضات منصوبًا".
والرواية المثبتة هي رواية النحاة: ينظر فيها: شرح التسهيل: ٢/١٥١، وشرح الكافية للرضي:٤/١٣٧، ٢٩٩، والارتشاف: ١٧٦٠، ٢٠٩٢، وتخليص الشواهد: ٥٠٤، والأشموني: ٢/٩٠.
1 / 280