Al-Kharaj
الخراج
پوهندوی
طه عبد الرءوف سعد، سعد حسن محمد
خپرندوی
المكتبة الأزهرية للتراث
د ایډیشن شمېره
طبعة جديدة مضبوطة - محققة ومفهرسة
د چاپ کال
أصح الطبعات وأكثرها شمولا
بَاب فِي قِسْمَةِ الْغَنَائِمِ إِذَا أُصِيبَتْ مِنَ الْعَدو
مدْخل
قَالَ أَبُو يُوسُف: أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ قِسْمَةِ الْغَنَائِمِ إِذَا أُصِيبَتْ مِنَ الْعَدُوِّ وَكَيْفَ يُقَسَّمُ ذَلِكَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ ﵎ قَدْ أَنْزَلَ بَيَانَ ذَلِكَ فِي كِتَابه فَقَالَ فِيمَا أنزر عَلَى رَسُولِهِ ﷺ: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الْأَنْفَال: ٤١] .
فَهَذَا -وَاللَّهُ أَعْلَمُ- فِيمَا يُصِيبُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ عَسَاكِرِ أَهْلِ الشِّرْكِ، وَمَا أَجْلَبُوا بِهِ مِنَ الْمَتَاعِ وَالسِّلَاح والكراع "الْخَيل وَالسِّلَاح"؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ الْخُمُسُ لِمَنْ سَمَّى اللَّهُ ﷿ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ، وَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسِهِ بَيْنَ الْجند الَّذين أَصَابُوا ذَلِكَ: مِنْ أَهْلِ الدِّيوَانِ وَغَيْرِهِمْ، يُضْرَبُ لِلْفَارِسِ مِنْهُمْ ثَلاثَةُ أَسْهُمٍ: سَهْمَانِ لِفَرَسِهِ، وَسَهْمٌ لَهُ، وَلِلرَّاجِلِ سَهْمٌ عَلَى مَا جَاءَ فِي الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ، وَلا يُفَضَّلُ الْخَيْلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً﴾ [النَّحْل: ٨]، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [الْأَنْفَال: ٦٠] وَالْعَرَبُ تَقُولُ هَذِهِ الْخَيْلُ، وَفَعَلَتِ الْخَيْلُ، لَا يَعْنُونَ بِذَلِك الْفرس دون البردون١ وَلَعَامَّةِ الْبَرَاذِينِ أَقْوَى مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْخَيْلِ وَأَوْفَقُ لِلْفُرْسَانِ وَلَمْ يخص مِنْهَا شَيْء دُونَ شَيْءٍ، وَلا يُفَضَّلُ الْفَرَسُ الْقَوِيُّ عَلَى الْفَرَسِ الضَّعِيفِ وَلا يُفَضَّلُ الرَّجُلُ الشُّجَاعُ التَّامُّ السِّلاحِ عَلَى الرَّجُلِ الْجَبَانِ الَّذِي لَا سلَاح مَعَه إِلَّا سَيْفه.
مَا يُسهم للمجاهد وَمَا يُسهم لخيله:
قَالَ أَبُو يُوسُف: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ مُقْسِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ﵄ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَسَّمَ غَنَائِمَ بَدْرٍ: لِلْفَارِسِ سَهْمَانِ، وَلِلرَّاجِلِ سَهْمٌ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ شَهِدْتُ أَنَا وَأَخِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
_________
١ البرذون يُطلق على غير الْعَرَبِيّ من الْخَيل وَالْبِغَال عَظِيم الْخلقَة، غليظ الْأَعْضَاء، قوي الأرجل، عَظِيم الحوافر.
1 / 28