Al-Kawakib Al-Durriya on the Bayquni Poem
الكواكب الدرية على المنظومة البيقونية
ژانرونه
هو كل من لقي النبي ﷺ مؤمنًا به ومات على ذلك. ولو لم يره كأن يكون أعمى، ولو لم يخاطبه كأن يحضر له خطبة، ولو لم يجلس معه فقط رآه مثلًا في حجة الوداع، فإنه يأخذ شرف الصحبة، ولا شك أن شرف الصحبة من أعظم الأوصاف، وهذا من فضل الله عليهم، قال ﷺ: (لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل جبل أحد ذهبًا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه)، قد يقول قائل ما هذا الفضل؟ ما الذي فعلوه؟ فهناك من التابعين من نشر العلم وغيره؟
أولًا: هذا محض فضل الله - جل وعلا - عليهم، وفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، فأنت أيها الرجل، ما الذي فضّلك على المرأة، وعلى الرقيق، فهذا محض فضل الله، فالنبي ﷺ فُضّل بالنبوة وهو محض فضل الله - جل وعلا ـ.
ثانيًا: أنه دائمًا عند ابتداء الشيء يكون العمل أشدّ وأصعب مما إذا جاءه بعد تحريره، فالصحابة - رضوان الله عليهم - أتاهم شيء جديد خالفوا الناس كلهم، وليس قومهم فقط، فهذا يصعب على الإنسان أن يتخذ هذا القرار، فأنت مثلًا لو رأيت موضوعًا جديدًا جاء إليك ورأيت الناس كلهم يقولون هذا خطأ وليس بصحيح، ومن يفعل هذا فهو كذا وكذا، فلا يمكن أن تتخذ قرارًا بأنك تخالف فصعبٌ عليك، ومع هذا فالصحابة - رضوان الله عليهم - عزّروا الرسول ﷺ ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه، فهذا ليس سهلًا.
بعضهم يقول الصحابي: هو من لقي النبي ﷺ مؤمنًا به ومات على ذلك ولو تخلل ذلك ردّه.
1 / 75