98

الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن

الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن

ژانرونه

وأصحاب هذا السبيل لا يكادون يبرزون بصدورهم إلى العامة في المحافل، ولا يوهمون الناس بأنَّهم أهلُ الوصول والقبول، وأنهم يحتجبون عن الناس مخافة عليهم من أنوارهم التي تشرق من قلوبهم على أنوارهم، إنّهم إلى الخفاء بأحوالهم مع الله ﷾ أقرب، إنهم يقيمون نصب أعينهم وفي قلوبهم العامرة بالخوف من الله ﷿ هدي رسول الله ﷺ الذي رواه " مسلم "﵃ بسنده عن "سعد بن أبي وقاص" ﵃ قال: " سمعت رسول الله ﷺ يقول:إنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيّ" (مسلم: الزهد: حديث رقم:١١/٢٩) وكلُّ عالمٍ بالكتاب والسنة عامل بهما هو على هذا الصراط المستقيم،ومن عَدَاهم فهو الضال المُضِلّ. مقطع القول أنَّ البقاعيّ قد عنِي بحشد كثير من الأحاديث التي تدلّ على فضل الشام والترغيب في سكناه، ولم يتحرز من الموضوعة والضعيفة، وكان حريًا به، وهو المحدث أن يقتصر على ما قوي سنده ففيه متسع لمبتغاه. *** ﴿إنارة الفِكْرِ بِما هُوَ الحَقُّ من كَيْفِيّةِ الذِّكْر﴾ ِ نُسِبَ إليهِ في كشف الظنون (١/١٧٠) ومعجم المصنفين (٢/٢٧٨) وهدية العارفين (١/٢٢) حقق الكتاب "سليمان الحرش" سنة ١٤٢١ عن نسخة (أيرلند شستر يتي) ونشرته مكتبة (العبيكان) بالرياض ألّفَ "البقاعِيّ" الكتاب في " دمشق" سنة (٨٨١) ناهيا عن المنكر، أمرًا بالمعروفٍ في شأن أحكام وآداب ذكر الله ﷾ في المساجد

1 / 98