الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن
الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن
ژانرونه
ومعلوم أنَّ سيدنا " عليًا" ﵃ ومن معه من الصحابة كانوا أفضل من معاوية ﵃ ومن معه بالشام، فلا يكون أفضل الناس في عسكر سيدنا معاوية ﵃ دون عسكر سيدنا " عليّ" ﵃
وقد أخرجا في الصحيحين عن أبي سعيد ﵃ عن النبيّ ﷺ أنّه قال:
" تمْرُقُ مارِقَةٌ من الدِّينِ على حين فرقة من المسلمين يقتلهم أولى الطائفتين بالحقِّ " (مسلم: الزكاة:٢/٧٤٥-حديث رقم:١٥٠)
وهؤلاء المارقة هم الخوارج الحرورية الذين مرقوا لمَّا حصلتِ الفرقةُ بين المسلمين في خلافة " عليّ بن أبي طالب " ﵃ فقتلهم، فدلَّ الحديثُ الصّحيحُ على أنَّ " عليًا" ﵃ أولَى بالحقِّ من معاوية ﵃، فكيف يكون الأبدال في أدنى العسكرين دون أعلاهما في الشام مع معاوية ﵃؟ " (١)
يقول "ابن القيّم" أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلّها باطلة (٢)
وقد كان للتصوف الفلسفيّ الذي اتخذ الجدل والكلام عبادة آثارًا سيئة جدًا على رقيّ الأمّة، فقد أخلد كثير من المسلمين في أزمان غابرة إلى تلك الترهات والسمادير التي كان يروجها دهاقين التصوف الفلسفي، أمَّا التصوف السلوكي التعبدي على هدي الكتاب والسنة الصحيحة لا يحيد ولا يزيد ولا يحرف ولا يؤول فإنّه الطريق المستقيم – إن شاء الله ربّ العالمين
(١)؟ ٣ مجموع فتاوى ابن تيميّة:١١/١٦٧- جمع ابن قاسم النجدي (٢)؟ ١- المنار المنيف لابن قيم الجوزيّة:١٨٩
1 / 97