مسألة فيما بيننا أقول أنا: إنها حلال , وتقول أنت: إنها حرام , فحكمنا جميعا أن نتكلم فيها كلام من يطلب السلامة , مرادي أن ينكشف لي على لسانك الحق , فأصير إلى قولك , أو ينكشف لك على لساني الحق , فتصير إلى قولي مما يوافق الكتاب والسنة والإجماع , فإن كان هذا مرادنا رجوت أن تحمد عواقب هذه المناظرة , ونوفق للصواب , ولا يكون للشيطان فيما نحن فيه نصيب. ومن صفة هذا العالم العاقل إذا عارضه في مجلس العلم والمناظرة بعض من يعلم أنه يريد مناظرته للجدل , والمراء والمغالبة , لم يسعه مناظرته , لأنه قد علم أنه إنما يريد أن يدفع قوله , وينصر مذهبه , ولو أتاه بكل حجة مثلها يجب أن يقبلها , لم يقبل ذلك , ونصر قوله. ومن كان هذا مراده لم تؤمن فتنته , ولم تحمد عواقبه. ويقال لمن مراده في المناظرة المغالبة والجدل: أخبرني , إذا كنت أنا حجازيا , وأنت عراقيا , وبيننا مسألة على مذهبي , أقول: إنها حلال , وعلى
مخ ۶۱