239

اخلاق په غزالي کې

الأخلاق عند الغزالي

ژانرونه

ولكن ديكارت كان في ارتيابه أصرح من الغزالي، فبينما نجد الغزالي يحدثنا بأنه دام قريبا من شهرين على مذهب الفلسفة «بحكم الحال، لا بحكم النطق والمقال» أي أنه لم يكاشف الناس بشكه إلا حين أجمعوا أو كادوا يجمعون على تقديسه، نجد ديكارت يتطلب الأماكن الصالحة لنشر شكوكه، ونجده يحكم ببطلان الآراء التي بنى عليها آراءه حين ظنها حقه، وبوجوب التخلي مرة واحدة عن جميع آرائه، ليضع بناء جديدا على أساس جديد.

ونرى الغزالي شك في المحسوسات، لأنه ينظر إلى العقل فيراه واقفا لا يتحرك، فيحكم بنفي الحركة، ثم يعرف بالتجربة والمشاهدة أنه يتحرك ولكن بالتدريج. ثم نراه هم بالشك في العقليات، لأنه يعتقد في النوم أمورا، ويتخيل أحوالا لها ثباتا واستقرارا، ثم يستيقظ فيعلم أنه لم يكن لجميع متخيلاته ومعتقداته أصل، فيسأل: بم تأمن أن يكون جميع ما تعتقده في يقظتك بحس أو عقل هو حق بالإضافة إلى حالتك، وقد يمكن أن تطرأ عليك حالة أخرى تكون نسبتها إلى يقظتك كنسبة يقظتك إلى منامك؟

كذلك نجد ديكارت يقرر أن الأشياء التي سلم بأنها أثبت من غيرها وأصح، إنما كان اعتمد في صحتها وثباتها على الحواس، وقد تبين غير مرة أن الحواس خداعة، وهو كذلك يرى في نومه تصورات يعلم حين يستيقظ أنها باطلة، فمن أين يعرف فضل اليقظة على المنام، أو فضل المنام على اليقظة، وهو في كليهما مضلل مخدوع؟!

الفرق بين الغزالي وديكارت

الفرق عظيم جدا بين الغزالي وديكارت، فإن الغزالي خرج من شكه بطريقة لا تصل بأحد إلى يقين، خرج من شكه بنور الله، ونور الله هذا لا يعرفه العلم، حتى يضمه إلى ما لديه من أصول. والغزالي نفسه يشعر بذلك، فقد نراه يحكم بأن من ظن أن الكشف موقوف على الأدلة المجردة، فقد ضيق رحمة الله الواسعة، وينقل أن رسول الله لما سئل عن «الشرح» ومعناه في قوله تعالى:

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام

1

قال: «نور يقذفه الله في القلب فيشرح به الصدر، فقيل وما علامته؟ قال: التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود.» يقول الغزالي: وهو الذي قال

صلى الله عليه وسلم

فيه: «إن الله تعالى خلق الخلق في ظلمة ثم رش عليهم من نوره.» فمن ذلك النور ينبغي أن يطلب الكشف!!

ناپیژندل شوی مخ