ثم قال ابن زبالة أيضا: وبعث بسلاسل فيها قناديل قالوا: وهدمه عمر بن عبد العزيز سنة إحدى وتسعين وبناه بالحجارة المنقوشة المطابقة وقصه (3) بطن نخل، وعمله بالفسيفساء والمرمر وعمل سقفه بالساج وماء الذهب وهدم حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأدخلها في المسجد ونقل لبن المسجد ولبن الحجرات اقتلع فألقى على رأسه، فانتثر دماغه، فأسلم بعض أولئك النصارى، وعمل أحد أولئك العمال يعملون في المسجد إذ خلا لهم المسجد فقال بعض أولئك العمال من الروم: ألا أبول على قبر نبيهم، فيتهيأ لذلك فنهاه أصحابه فلما هم أن يفعل فلم يبق من الميازيب التي عمل عمر بن عبد العزيز غير ميزابين: أحدهما في أولئك الروم على رأس خمس طاقات في جدار القبلة في صحن المسجد صورة خنزير، فظهر عليه عمر بن عبد العزيز فأمر به فضربت عنقه، وقال بعض أولئك العمال الذين عملوا الفسيفساء إنا عملنا على ما وجدنا من صور شجر الجنة وقصورها (1). انتهى خبر ابن زبالة.
وروى ابن زبالة عن محمد بن عمار (2) عن جده قال: لما صار عمر بن عبد العزيز إلى جدار القبلة دعا مشيخة من أهل المدينة من قريش والأنصار والعرب والموالى فقال لهم: تعالوا احضروا بنيان قبلتكم، ولا تقولوا غير عمر قبلتنا، فجعل لا ينزع حجرا إلا وضع مكانه حجرا - فكانت زيادة الوليد بن عبدالملك من المشرق إلى المغرب ستة أساطين، وزاد إلى الشام من الأسطوان المربعة التي في القبر أربع عشر أسطوانا منها عشر في الرحبة وأربع في السقايف الأولى التي كانت قبل، وزاد من الأسطوان التي دون المربعة إلى المشرق أربع أساطين في السقايف فدخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، وبقي ثلاث أساطين في السقايف (3).
وقال ابن زبالة فيما رواه عن محمد بن عمار عن جده: وكان في موضع الجنائز - أي شرقي المسجد في زمان الوليد بن عبد الملك - نخلتان إذا أتى بالموتى وضعوا عندهما فيصلى عليهم، فأراد عمر بن عبد العزيز قطعهما حين ولي عمل المسجد للوليد بن عبد الملك، وذلك في سنة ثمان وثمانين، فاقتتلت فيهما بنو النجار من الأنصار، فابتاعهما عمر بن عبد العزيز فقطعهما (4).
مخ ۱۲۰