113

وروى ابن زبالة ويحيى من طريقه عن عبد الله بن أبي بكر قال: كان للعباس بيت في قبلة المسجد وكثر الناس، وضاق المسجد، فقال عمر للعباس: إنك في سعة فأوحى الله - عز وجل - إلى داود: إن أغنى البيوت عن المظلمة بيتى، وقد حرمت فأعطني بيتك هذا أوسع به في المسجد، فأبى العباس ذلك عليه، فقال عمر: إني أثمنك وأرضيك، قال: لا أفعل، لقد ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عاتقي وأصلح ميزابه بيده فلا أفعل، قال عمر: لآخذنه منك، فقال أحدهما لصاحبه: فاجعل بينى وبينك حكما، فجعلا بينهما أبي بن كعب، فأتياه فاستأذنا على الباب، فحبسهما ساعة ثم أذن لهما وقال: إنما حبستكما أنى كنت كما كانت الجارية تغسل رأسي، فقص عليه عمر قصته، ثم قص العباس قصته، فقال: إنما عندي علما مما اختلفتما فيه، ولأقضين بينكما بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعته يقول: إن داود لما أراد أن يبني بيت المقدس وكان بيتا ليتيمين من بنى إسرائيل في قبلة المسجد فأراد منهما البيع فأبيا عليه، فقال: لآخذنه، فبنى به داره التي بالحرة فهو فيها اليوم له بياض على اللبن، قال: فبينما عليك بنيان بيت المقدس، قال: فسليمان، فأعطاه سليمان، فقال عمر لأبي: ومن لي بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا، فقال أبي لعمر: أتظن أني أكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ لتخرجن من بيتى، فخرج إلى الأنصار فقال : أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا؟ فقال هذا: أنا، وقال هذا: أنا، حتى قال ذلك رجال، فلما علم ذلك عمر قال: أما والله لو لم يكن غيرك لأجزت قولك، ولكن أردت أن أستثبت (1).

وروى يحيى من طريق ابن زبالة: حدثني محمد بن إسماعيل عن ابن أبي ذئب قال: قال عمر بن الخطاب: لو مد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي الحليفة لكان منه، ورواه ابن شبة من طريق أبي غسان المدني بدل ابن زبالة، وعلى كل حال هو معضل (2).

زيادة عثمان بن عفان في المسجد النبوي:

لما كانت سنة أربع من خلافة أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - كلمه الناس أن يزيد في المسجد وشكوا إليه ضيقه، فشاور عثمان أهل الرأي فأشاروا عليه بذلك، فصعد المنبر فخطب الناس ثم أعلمهم بذلك كالمستشير والعلم لهم بما يريده قال: وقد تقدمني إلى مثل ذلك عمر بن الخطاب، فحسنوا له ذلك ودعوا له، فدعا العمال وجد فيه فأمر بالقصة فأتى بها من بطن نخل فبناه بالحجارة المنقوشة والقصة، قيل: وبيضه بها، وكان ذلك قبل أن يقتل بأربع سنين، حكاه ابن زبالة ويحيى (3).

مخ ۱۱۵