87...لهم الكتاب بختمه، ففضوه وقرءوه (1) ففهموا معناه وأحاطوا على ما حواه فحواه، ث قام به وقاموا وسبحوا عدوا في الضلال وعاموا، وأتوابه قاصدين الشريف سرور فأخرجوا له الكتاب كما هو ولما قرأه طلعت عيناه في أم رأسه، وكشر أنياب أضراسه، فزادهم ذلك المفسد على البلة طينة وحط بما شاء كيفما شاء على أولئك من الهضيمة فأرسل الشريف ودعاهم، وغدر بمن ذكرنا، وفي ظلمات الحبس رماهم، ولما كبس جماعته على القلعة لم يكن لهم جواب غير تسويد وجه شريفهم بالخيانة، ورمى الرصاص فقتلوا منهم جماعة وساعدتهم العناية.
قومى إذا خاضوا العجاج حسبتهم ليلا وخلت وجوههم أقمارا
لا يبخلون بزادهم عن جارهم عدل الزمان عليهم أو جارا
وإذا الصريخ دعاهم لملمة بذلوا النفوس وفارقوا الأعمارا
وإذا زناد الحرب أورت نارها قدحوا بأطراف الأ سنة نارا
وليته كشف عن مكنون ذل الكتاب، إن صح استبان له الخطأ من الصواب، أو كان مكنونا في جوف ضميره، وذلك لا شك من علامة فجوره، فكم ذهب فيها من صالح، وكم دكت شم شواهق صناديد الرجال وصار أساس بناء الكل فيها طايح:
لكن جزى الله أبطالا بطيبة إذ قاموا عليه لما أبداه من دخل
خيرا كثيرا عظيما لا يعد ولا يحصى مدى الدهر والازمان والملل
مخ ۸۷