Akhbar al-Zaman
أخبار الزمان
خپرندوی
دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
له، وكان متوشلخ أراد فساد تلك الصور فامتنعوا عليه، فلما حضرته الوفاة أوصى الى ابنه لمك ومعنى لمك الجامع، وعهد اليه أبوه ودفع اليه الصحف والكتب المختومة التي كانت لإدريس ﵇، وكان عمر متوشلخ تسعمائة سنة.
وانتقلت الوصية الى لمك وهو أبو نوح ﵉، وقد كان رأى أن نارًا أخرجت من فيه، فأحرقت العالم ورأى وقتًا آخر كأنه على شجرة في
وسط بحر لا غير.
ولما ولد له نوح ﵇ ذكر العلماء والكهان ذلك ليمحويل الملك وعرفوه أن العالم يهلك في زمانه وأنه يكون طويل العمر.
وقد كانوا رأوا أنه طوفان يغرق الأرض، فأمر يمحويل أن يبنيا له المعاقل على رءوس الجبال، بنيانًا عاليا ليتحصنوا بها، فعملوا منها سبعة معاقل بعدة الأصنام التي كانت لهم وعلى أسمائها، وزبروا عليها شيئًا من علومهم ويقال إن الملك عملها لنفسه خاصة.
وكبر نوح ﵇ فنبأه الله عزوجل وهو ابن خمسين سنة وارسله الى قومه، وكان من نعته أنه آدم رقيق البشرة، في رأسه طول، عظيم العينين رقيق الساعدين والساقين، كثير لحم الفخذين طويل اللحية عريضها، طويل، جسيم وكان حيًا بعد إدريس ﵉، وهو من أهل العزم من الرسل.
وفي بعض الأخبار أن عمره ألف ومائتين وخمسين سنة، وأنه لبث في قومه يدعوهم الى الإيمان ألف سنة إلا خمسين عامًا كما قال الله تعالى، وقال من ينكر طول الأعمار على مذهب الفلاسفة ان حياته لبنيه، وكانت شريعته التوحيد والصلاة والصيام والحج ومجاهدة أعداء الله من ولد قابيل، وأمر بالحلال ونهى عن الحرام، ولم يكن فرضت عليه أحكام ولا مواريث ولا حدود، وأمر أن يدعو الناس الى الله تعالى، ويحذرهم عذابه، ويذكرهم آلاءه.
1 / 80