============================================================
قد عرفت ما آردت، لعله قال لك : دافعيه حتى أنتبه، فقالت الجارية : ما أحسبك امن الجن وما رأيت انسيا على حالك . فلما انتبه والبة سأله عن خبره وحاله فاخبره بما قصد اليه، فسرة والبة بذلك ، ووجه الى أصحابه وندمائه فجعل لهم مجلسا واخبرهم خبر أبي نواس وما قصد له ، فلبثوا على ذلك أياما في صبوح وغبوق ثمان والبة مديده الى أبي نواس على سكر، فلما اعتنزه (1) رأى بدنا حسنا ، وكان جميل الوجه حسن البدن، فأطار عقله ولم يتمالك أن قبل استه، فضرط ابو نواس فى وجهه ، فغضب والبة من ذلك واستشاط وقبض على سكينة وهم به ، فقال له أبو نواس : جعلنى الله فداك ! هل تعلم ما حملنى على ما فعلت ؟ قال : لا، قال : المثل المضروب "جزاء من قبل الاست ضرطة" فضحك والبة منه وعرف آنه أحد المجان . فلم يزل مقيما عنده مدة بعد ذلك قال أبو الشماخ : قلت لوالبة - وكنت أرى أبا نواس عنده ، وهو غلام حسن الوجه : انا والله اشتهى حسنا غلامك ، فقال لى : ويلك أما تستحى وهو 112(3) غلامى؟ فقلت له أحدث فى متاع الشطار (2) قال : فلا تبرح حتى يجىء، فجاء
ابونواس، فقال له والبة . ان آبا الشماخ يشتهيك ، فقال له أبو نواس : جعلت فداك أرنى بحسن التبعل وتقضى بي حوائج اخوانك؟ قال أبوالشماخ . فقلت له : ويلك احذر هذا الغلام فانه ان بقى كان داهية ا استئذانه والبة فى الخروج الى البادية" لا لياخذ عن العرب، ورجوعه الى بغداد" م سال والبة آن يخرج الى البادية مع وفد بنى أسد ليتعلم العربية والغريب فاخرجه مع قوم منهم ، فاقام بالبادية سنة ثم قدم، ففارق والبة ورجع الى بغداد
(1) اعتنزه : أماله (2) الشطار جمع الشاطر ، وهو من أعى قومه خبثا
مخ ۲۸