أجنحة المكر الثلاثة
أجنحة المكر الثلاثة
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الثامنة
د چاپ کال
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
جزءًا كبيرًا من أركانها المعنوية، وهذا ما يريده أعداء الإسلام للمجتمعات الإسلامية.
وحينما تفقد الأسرة أصول تكوينها وأسس روابطها تتدفق سيول المشكلات الحقوقية، التي تدفع معها كتلًا صلبة كثيرة من الجرائم الإنسانية المؤلمة، وهذا ما يريده أيضًا أعداء المسلمين للمجتمعات الإسلامية.
وحينما تمسي واجبات أعضاء الأسرة واجبات غير ربانية، وتكون عرضة للتحولات والتبدلات بحسب آراء المقننين ينحل من نفوس الأفراد عنصر كبير من العناصر المحرضة على الالتزام، الدافعة له بقوة، ألا وهو عنصر مراقبة الله وخشيته، وعندئذ تنشأ آلام اجتماعية كثيرة، ويتهرب الناس من تأدية الحقوق متى وجدوا إلى ذلك سبيلًا يحميهم من عقاب السلطة الحاكمة.
ونظام الميراث يمثل رابطًا قويًا من الروابط المادية للأسرة، إضافة إلى الروابط المعنوية الأخرى، وبانقطاع هذا الرابط تفقد عوامل بناء الثروة العامة شطرًا كبيرًا من عناصرها النفسية، لأن معظم الناس يضاعفون كدحهم في الحياة رغبة في إسعاد وإغناء أولادهم وذرياتهم من بعدهم، فإذا انقطعت آمالهم من ذلك تضاءلت القوى المحرضة لهم على العمل والإنتاج، وأمست قاصرة على تحقيق المطامع التي تتعلق بأشخاصهم فقط.
ويتخذ أعداء الإسلام لهدم الأنظمة الإسلامية المتعلقة بالأحوال الشخصية عدة وسائل، منها الوسائل التالية:
١- التلاعب بالنظريات الحقوقية، وبث نظريات مختلفة مزخرفة، يلبسونها أثواب التحرر.
٢- نشر المذاهب الفكرية الإلحادية القائمة على أساس إلغاء نظام الأسرة وضوابط العفة، وبث المجتمعات الإنسانية بثًا بهميًا.
٣- الغزو بأنواع السلوك المقرون بالفوضى الجنسية، وهذا الغزو قد جاءت أمواجه إلى أبناء المسلمين وبناتهم متدفقةً من الغرب ومن الشرق.
1 / 205