190

أجنحة المكر الثلاثة

أجنحة المكر الثلاثة

خپرندوی

دار القلم

د ایډیشن شمېره

الثامنة

د چاپ کال

١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م

د خپرونکي ځای

دمشق

ژانرونه

الواجبة، ومن يتحمل مسؤوليتها، ومن يستفيد منها، ويلحق بذلك أحكام المواريث. ويحاول الأعداء الغزاة أن يحلوا محل أحكام الإسلام المتعلقة بالأحوال الشخصية فوضويات مختلفة، وقوانين فاسدة أو ناقصة من أوضاع الناس، بغية خلخلة بناء الأسرة الإسلامية، وإحداث الفصل الجزئي بين المسلمين والإسلام، تمهيدًا لإحداث الفصل الكلي بينهم وبينه. إنه متى فقدت الأسرة المسلمة نظامها المحكم القائم على التعاليم الإسلامية انحلت روابطها، وانتزعت منها روح التعاطف والمودة والثقة المتبادلة، ونمت الأنانية الفردية، وشعر كل فرد بأن مسؤولياته نحو أفراد أسرته أعباء لا موجب لها، وتمسي علاقات الأسرة إذا وجدت علاقات مادية صرفة قائمة على أسس تبادل المصالح والمنافع، كالأسس التي تقوم عليها التجارة، والمعاملات الاقتصادية الأخرى، وهذا ما وصلت إليه الأسرة الأوربية التي أخذت في طريق الانحدار، مستهينة بتقاليدها وأنظمتها الموروثة، المستقاة أصولها من بقايا التعاليم الدينية القديمة. وحينما يفقد عقد الزواج قدسيته وأحكامه الربانية، وتقوم الارتباطات الأسرية على اتفاقات فوضوية، تتحكم بكل من الرجل والمرأة أهواؤهما ونزواتهما العارضة التي ينحل بها الارتباط، ليقوم مقامه صفقة ارتباط آخر، ثم تنشأ مشكلة المسؤولية نحو الأولاد إذا وجدوا، وعندها تتوارد مشكلات اجتماعية كثيرة، تستدعي إنشاء دور اللقطاء، وملاجئ المشردين الذين لا أسر لهم، ويكثر أطباء الإجهاض الذين يقتلون الأجنة، ويتفشى في الفتيات تعاطي حبوب منع الحمل، وتتفشى في الناس الأمراض الخطيرة، التي تمثل العقاب الإلهي للفوضى الجنسية. وحينما تفقد أعضاء الأسرة ضوابط العفة التي أمرت بها الشرائع الربانية كلها، تمسي العلاقات قائمة على أساس فقد الثقة، ومع فقد الثقة يذبل الشعور بالمسؤولية نحو الأولاد، والشعور بالعطف والمودة نحوهم ونحو التي أنجبتهم، ومع هذه الخاطرات النفسية القلقة تنمو الأنانية الذاتية وتفقد الأسرة

1 / 204