178

أجنحة المكر الثلاثة

أجنحة المكر الثلاثة

خپرندوی

دار القلم

د ایډیشن شمېره

الثامنة

د چاپ کال

١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م

د خپرونکي ځای

دمشق

ژانرونه

التي تعيش عليها في خدمة أهدافهم الاستغلالية الاستثمارية، مع حجب الخبرات الفنية عنها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وقد مهدوا لاحتلالهم البلاد الإسلامية بالمبشرين ومؤسساتهم، فأمدوهم بإمدادات كبيرة سخية، ليكونوا قاعدتهم الأولى لتحقيق أهدافهم الاستعمارية، ومهدوا له أيضا بالمؤسسات التجارية والاستثمارية والتعليمية، وبالبعوث من المستشرقين، ثم استطاعوا بحيلهم وألاعيبهم ورشواتهم أن ينتزعوا الامتيازات الضخمة لشركاتهم الكبيرة، بالاتفاقات الدولية، وأن يدخلوها إلى العواصم الكبرى في البلاد الإسلامية، وهي تحمل في حقيبتها غايتين: الأولى: اقتصادية طامعة بالاستغلال والربح. الثانية: سياسية تعمل على تهيئة القواعد السياسية والاجتماعية المناسبة، الممهدة لدخول القوات العسكرية الغازية، الطامعة ببسط سلطانها المباشر. ودخلت قوات المستعمرين العسكرية بعد أن تهيأت لهم الظروف الدولية المناسبة وساعدهم على ذلك وصول الشعب المسلمة إلى دور الانحطاط النسبي الذي دفعتهم إليه عوامل شتى، داخلية وخارجية، ومن هذه العوامل ما يلي: ١- فقدان الوعي الإسلامي العام، وعزوف الناس عن المعارف والعلوم المختلفة، الدينية والكونية، واشتغالهم في ميادين التجارة والزراعة والصناعة التقليدية، دون أن يدخلوا عليها شيئا من التطوير والتحسين. ٢- نقص الخبرات الفنية المتعلقة بالمكتشفات العلمية، والمخترعات الآلية الحديثة، والتخلف في التطبيقات التكنولوجية. ٣- تفرق كلمة المسلمين، وقلة مبالاتهم بأمور أنفسهم الكبرى، وبأمور المسلمين العامة. ٤- انتشار حشد من المفاهيم الخاطئة بينهم، منها ما يتعلق بالأمور الدينية

1 / 192