أجنحة المكر الثلاثة
أجنحة المكر الثلاثة
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الثامنة
د چاپ کال
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
للإسلام بسبب أن الإسلام عندما انتشر في العصور الوسطى أقام سدا منيعا في وجه انتشار النصرانية، ثم امتد إلى البلاد التي كانت خاضعة لصولجانها ".
فالسياسيون والعسكريون - وارثوا الكراهية والحقد من جراء الخيبة التي منيت بها الحروب الصليبية - يشتركون مع المبشرين والمستشرقين - وارثي الكراهية والحقد أيضا - من أجدادهم الذين حرضوا الجيوش الصليبية لغزو البلاد الإسلامية خلال قرنين كاملين، فلم يظفروا منها بطائل، وارتدوا منها على أعقابهم خاسرين.
ولدى تحليل الأسباب تحليلا إنسانيا كريما نجدها نوعا من التعصب القبيح الذميم، وضيق الأفق النفسي، والأنانية الشديدة، وهي كلها مرفوضة لدى العقول السليمة، والأفكار المستقيمة، والنفوس الكريمة، التي تسعى إلى الحق أين كان، وتريد الخير لأنفسها وللإنسانية جمعاء.
(٢) الالتقاء على كسب المغانم
نقطة لقاء تلتقي عليها أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها إنها كسب المغانم والاستثمارات المادية.
أ- أما المستعمرون فيكاد يكون الهدف الرئيسي لهم كسب المغانم الكثيرة من المسلمين وبلادهم، ويضاف إلى هذا الهدف أهداف كثيرة أخرى ستأتي الإشارة إليها.
إن المستعمرين لما عرفوا أوضاع المسلمين، ودرسوا أحوال بلادهم، وما فيها من خيرات كثيرة، وما للأرض التي تمتد شعوبهم في أرجائها من فضائل وحسنات اقتصادية وسياسية وعسكرية، تحلبت أشداقهم شرها إليها، وطعما باقتناص خيراتها والاستيلاء على كنوزها، واستغلال كل ما أمكن استغلاله فيها، وتسخير الطاقات البشرية المسلمة
1 / 191