وبعد مضي سبعة أعوام من نظم قصيدة القاضي علي الإرياني وجواب مولانا الإمام عليها اطلع على ذلك في صنعاء سنة 1323 ثلاث وعشرين بعد فتح الإمام أيده الله لها في ذلك العام المولى العلامة شيخ الشيوخ أحمد بن عبد الله الجنداري فنظم هذه القصيدة منتصرا لماء الباشا للصنعاني.
أتوازني أم البقاع بقفلة
طال الشجار لماء بئر الغارب ... ولبئر يحيى بن الحسين الراهب
وهو الذي نعش الهدى ونفى الردى ... وله علينا كل حق واجب
وسمعت ما قالا وما حكم الذي ... فاق الأنام بكل قول صائب
ورأيت للبدوي أي تطاول ... في أنه من مفردات الراغب
دعوى الحلاوة فيك أمر لم يكن ... لو قيل ضد لم يكن بالكاذب
فهما سواء والأزالى فائق ... في كل وصف مدعى للغارب
فبكت عيون العاقلين لما أتت ... بئر البوادي من خداع الخالب
فأتيت محتسبا ليحيى أن يرى ... في بئره أبدا مقال العائب
أما افتخاري فهو فخر ثابت ... بجبال صنعاء الذين بجانبي
من عالم أو حاكم أو سيد ... أو من إمام عادل أو راهب
لم أفتخر بالترك يوما واحدا ... كلا ولا هم أخوتي وأقاربي
وزعمت فخرك بالأئمة ثابتا ... إن الأئمة جيرتي وقواضبي لولا الضرورة لم يحلك عاقل ... لو حل أي مشارق ومغارب
مخ ۷۰