مفاخرة ماء بئر غارب أثلة في حاشد وماء بئر الباشا في صنعاء
لما سار المشير عبد الله باشا في الألوف الكثيرة من العساكر التركية نحو مدينة قفلة عذر من بلاد حاشد سنة 1316 انتقل الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى حميد الدين رضوان الله عليه من القفلة إلى جبل كوكب فدخل الأتراك القفلة وأقاموا بها ثلاثة أيام على أسوأ الأحوال ثم أحرقوا بعض بيوتها وساروا، فعاد أصحاب الإمام فورا إلى القفلة وأطفأوا النار التي أضرمها الأتراك ببعض بيوتها وشاع على الألسن أنها نضبت أيام إقامة الأتراك بها بئر غارب أثلة التي لا يشرب كل من أقام بالقفلة إلا منها، فنظم القاضي علي بن عبد الله الإرياني هذه القصيدة محاكما فيها بين بئر غارب أثلة الحاشدية وماء بئر الباشا الصنعانية الهادوية مع القول بأنها للإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي المتوفي بصعدة سنة 298 ولكنه وسعها بالقرن الحادي عشر الوزير محمد باشا فنسبت إليه:
الباشا المغلوب غير المغلوب
طال افتخارا ماء بئر الغارب ... وعلا وقال أنا رحيق الشارب
فقت المياه بخفتي وعذوبتي ... فأنا إذا من مفردات الراغب
أصلي من الماء المبارك زمزم ... فاشرب لما قد شئته يا صاحبي
فحلاوتي تلهيك عن كأس الطلا ... وعذوبتي تنسيك ريق الكاعب
لم يعرفوا للماء لونا ما خلا ... مائي فذلك أبيض كالرائب ومتى رأيت عذوبة في أي ما ... فالأصل يجري من رحيق ترائبي
مخ ۶۴