ولما أراد رسوله بها إلى سيف الإسلام المبيت بمدينة يريم أخذها منه أحمد صالح البحم من مشايخ البلاد وأرسلها إلى والي الأتراك باليمن حسين حلمي وهو بصنعاء فاشتد غضبه وطلب صاحب الترجمة إليه فوصل صنعاء وأمره الوالي أن يكتب بخطه لديه لينظر تشابه الخط وهل هي بخطه مع إنكاره فكتب بحضور الوالي ثم خرج من لديه ريثما ينظر في أمره والخط.ومع ما كان عليه هذا الوالي من الدهاء العظيم والفراسة والبراعة وشدة الإدراك فقد سمعه بعض الأعلام من صنعاء يقول: إن الخط واحد، فأسرع صاحب الترجمة بعزمه من صنعاء فورا للمبيت في قرية القابل. ثم سار مع صنوه العلامة الحسين بن عبد الله الإرياني إلى الإمام المنصور وصحبه وكان من أعظم أعوانه وأكثرهم إعانة له في الكتابة ونحوها، وتزوج في تلك البلاد وسكن مدة في مدينة ذيبين ثم في مدينة حبور ثم مدينة غربان إلى أن مات بها. وله مؤلفات.
مؤلفاته
من مؤلفاته النافعة منظومة تزيد على ألف وثلاثين بيتا مشتملة على ما يجب معرفته من المسائل الأصولية، ثم على معظم فقه السنة النبوية والأحكام الشرعية والمسائل النحوية والأخلاقية والصوفية، فرغ منها في صفر سنة 1307 سبع وثلاثمائة وألف. ومنها قوله:
يقول راجي رحمة الرحمن ... علي السيفي فالإرياني
حمدا لمن قد شرع الأحكاما ... فبين الحلال والحراما
وبعد إن هذه الألفية ... في نظم فقه السنة المضيه
عض عليها ويديك فاشدد ... والزم سبيل المنهج المحمدي
وقد تطفلت بهذا النظم ... مع اعترافي بقصور علمي
وغالب الألفاظ والمباني ... ملتقط من درر الشوكاني
وغيره من علماء السنة ... جمعنا الله بهم في الجنه هذا وقد أردفتها بتكمله ... في النحو كي تتم في المحصله
مخ ۶۱