فأضحوا طحينا أرسلته الغرابيل
سباع الفلا والطير إذ سمعت بهم ... أتت نحوهم واستوطنت قبل يومهم
فلما أبانوا هامهم عن لحومهم ... وثارت نسور الحي فوق جسومهم
وما فيهم إلا جريح ومقتول
إلى ما ترى يا سامعي صار حالهم ... وخانتهم أسيافهم ورجالهم
لأمر من الجبار هذا مآلهم ... فأرواحهم للسيف نهب ومالهم
غنيمتنا واللحم للطير مأكول
فكم بين ما سنوا مداهم وأصلحوا ... وفي ظنهم أن يدخلوها ويفلحوا
سوى فينة حتى أبيدوا وزحزحوا ... سروا نحو باب السرو ليلا فأصبحوا
وقد نحروا بالنحر والنصر مأمول
وخاب رجاهم واستبيحت نفوسهم ... ومن دومة جفت وماتت غروسهم
وفي طاويات الطائرات رؤوسهم ... وصلت إلى باب الصلال رؤوسهم
بحد سيوف ليس فيهن مفلول
فكم تركوا من باترات مصونة ... ومن ذهب قد سلبوه وزينة
وأسلحة مرت حسان حصينة ... وأضحت نساء الروم بين حزينة
وأرملة والأمهات مثاكيل
ولما تردى أحمد كبر نفسه ... وظن بأن اليوم منه كأمسه
فعوقب من رب العباد بنكسه ... ويا رب علج ظن فخرا بنفسه فأضحى أسيرا وهو بالقيد مكبول
مخ ۴۹