ونشر صاحب المنار في جمادى الأولى سنة 1331 إحدى وثلاثين : أنه أخبره بعض الضباط الذين كانوا باليمن أن عدد القتلى في جيزان من الأتراك أكثر من عدد جنود الإدريسي الذين قتلوهم. وقول مكاتبه: إن القتلى أكثر من أربعة آلاف عسكري وأنه لم يعرف مقدار الجرحى لكثرتهم، وأنه فر الأميرالاي راغب بك القائد إلى الإدريسي خوفا من فتك الضباط به بسبب الخطأ الذي ارتكبه في هذه الوقعة فبقي عند الإدريسي سنة ونصف سنة بعد ثم فر وقد أخبر بعض المستخدمين باليمن في هذه الأعوام القريبة ان محمد علي باشا بعد عودته إلى الاستانة نحر نفسه، والله أعلم بالحقيقة.
وكان قد اقترح على الأخ العلامة يحيى بن محمد بن الهادي بعض إخوانه بخولان في جمادى الآخرة من هذا العام أن ينظم قصيدة على وزن القصيدة البسامة ويضمنها وقعات الإمام بالأتراك من سنة 1322اثنتين وعشرين إلى هذا العام فنظم في ذلك الشهر قصيدة طويلة جدا في ذلك، وذكر في آخرها معارك الإدريسي بالأتراك، وأن ذلك عن أمر حضرة الإمام إذ لم يكن قد حصل بينهما في ذلك العام ما حصل فيما بعده من الحروب والصدام ومطلع القصيدة:
هذا محياك أم هذا سنا القمر ... وذي ثناياك أم نبت من الدرر
منها:
ليت الحسين وأشياخا لنا شهدوا ... معاركا لبنيهم في بني الأشر
فاستبشروا ثم قالوا للإمام معا ... بخ بني فبالتفصيل أنت حري
واسأل(حرازا وأرض الحيمتين معا ... (كمفحق وخميس) مع (بني النمري)
(وآنسا آنسا) صارت معاركها ... في العالمين كبدر أيما غرر
(ويازلا بعد بوعان) ونحوهما ... مع (حضور) وسائل عن (بني مطر)
كذا معارك( سهمان ومندهم ... ومتنة وذرى سنحان مع عصر)
واسأل (شعوبا وعمرانا) وريدتهم ... (مع شبام وهمدان مع بكر)
(وكوكبان ومحويتا بني حبش ... والشاحذية) بل والشامخ (النمري)
كذا حفاشا وملحانا وسارعهم) ... وأرض (حجة) بل مع مسور النضر (والسود والسود) لا تنس معاركه ... (والسنتين) مع العمران من (خمر)
مخ ۲۴۵