وقال في الجامع الوجيز: في هذه السنة وصل الوابور الذي إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وأراد الأتراك أن يصلحوه فثارت عليهم قبائل حرب وهذيل ورصدوا للزوار، فاتفق دخول جماعة كبيرة من بخارى وجاوى واليمن، ولما لم يبق بينهم وبين المدينة إلا نحو ساعتين، ثارت القبائل فنهبوا وقتلوا، ورجع الزوار بلا زيارة، وقتل منهم نحو المائتين كما قيل، وكان ذلك في ذي القعدة قبل الحج، فرجعوا إلى مكة واضطربت الزيارة، ثم سعى الشريف في الصلح بعد عيد الأضحى فدخلوا للزيارة وامتنع منها خلق ورجعوا. انتهى.
عزل أحمد فيضي الأخير عن ولاية اليمن
في شهر ذي الحجة من هذا العام: أراح الله اليمن وأهله بعزل المشير أحمد فيضي باشا عن ولاية البلاد اليمنية وقيادة الجنود السلطانية فيها، وكان من أطمع ولاة الأتراك في سلب الأموال وأخبرهم باليمن وأهله، إذ كان وصوله الأول إلى اليمن في نحو سنة 1290 تسعين ومائتين وألف برتبة يوزباشي وتردد في جهات منه حتى كان قومندانا ومتصرفا ببلاد عسير، ثم تعين في سنة 1302 وهو بها واليا وقومندانا لعموم اليمن، فوصل صنعاء وجد في ضبط الرعية لتسليم جميع البواقي وغيرها من الأموال الأميرية وقد سبق ذكر ذلك وغيره. ثم عزل عن ولاية اليمن في سنة 1304 أربع وثلاثمائة وألف، وتعين ثانيا وهو بمكة قومندانا ثم واليا في سنة 1309 تسع وثلاثمائة وألف ففك بمن معه من جموع العساكر التركية حصار صنعاء وغيرها في ذلك العام. وسار إلى بلاد حاشد وإلى برط، ودامت ولايته الثانية على اليمن سبع سنوات استرسل فيها هو وأذنابه في سلب الأموال والارتشاء وإنهاك البلاد والعباد بأنواع المظالم، حتى كان عزله بوصول الوالي حسين حلمي والمشير عبد الله باشا في أول سنة 1316 ست عشرة وثلاثمائة وألف. وأرخ ذلك العام بعض الفضلاء من أعلام صنعاء بقوله:
من الله علينا بزوال أحمد فيضي سنة 1316
مخ ۱۶۳