وجردوا البيض من أصرافها وعدوا ... على مناحرهم يروون كل ظمي
فأصدروا البيض حمرا بعد ما وردت ... والأرض قد صبغت آدامها بدم
وأصبحت ضخمة الأجساد خاوية ... أعجاز نخل أتاها زاحف العرم
وأصبح القوم وراثا خزائنهم ... بنادقا وعجابا صنعة العجم
هذى سعادة مولانا (¬1) ودعوته ... لا زال كفاه يجري أعين النعم
وقد أجاب على لسان كاتبه القاضي الحسين بن أحمد العرشي فقال:
لمثل ما كان بالمحيام في العجم ... يحتال يختال أهل المجد والهمم
شقت ظلام ليال للذي قصدت ... بما شقت كل داء أمة الشيم
وصوت رعد سمعناه وقد هتفت ... سحابه فوق هام العجم والقمم
في ليلة من شهور العام مظلمة ... قد أقمرت بوجوه البيض والخدم
في معرك فيه نقع الطعن ظاهرة ... قد ميزت بين عرب القوم والعجم
حتى كأن صرير الطعن يأخذهم ... حول الحيام صرير اللوح والقلم
وناطق الطعن يقري أنهم بشر ... أهل الضلال وأني غير متهم
وقائل قال والأيام شاهدة ... والحرب تنهل من أوكارها بدم
أين الجلال وأين المجد قلت له ... في آل كندة لا عاد ولا إرم
سمى به شبل آل الماجدين بني الم ... قداد بعد نصير الدين في الأمم وغالب غالب المجد الصميم به ... من كان قاومه من ضيغم قرم
مخ ۱۵۵