31

Ahkam al-Zawaj

أحكام الزواج

د چاپ کال

۱۴۰۸ ه.ق

ژانرونه

حنبلي فقه

والثالث: أنه لا يحرم إلا خمس رضعات، وهو مذهب الشافعي وظاهر مذهب أحمد، لحديثين صحيحين: حديث عائشة:

((إن مما نزل من القرآن عشر رضعات معلومات، ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله ﷺ والأمر على ذلك)) (٣٠).

ولأمره ﷺ امرأة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة أن ترضع سالماً مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة خمس رضعات؛ ليصير محرماً لها بذلك (٣١).

(٣٠) أخرجه مسلم في صحيحه، حديث ٢٥ من كتاب الرضاع. والدارمي في سننه، الباب ٤٩ من كتاب النكاح. وأبو داود في سننه، الباب ١٠ من كتاب الرضاع. والترمذي في سننه، الباب ٣ من كتاب الرضاع. ومالك في الموطأ، الباب ١٨ من كتاب الرضاع.

(٣١) أخرجه أبو داود في سننه، الباب ٩، ١٠ من كتاب النكاح. ومالك في الموطأ، الباب ١٣ من كتاب الرضاع. وأحمد بن حنبل في المسند ٢٠١/٦، ٢٥٥، ٢٦٩، ٢٧١.

ولفظ الحديث عند أبي داود، عن عائشة: إن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس كان تبنى سالماً وأنكحه ابنة أخيه هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وهو مولى لامرأة من الأنصار، كما تبنى رسول الله ﷺ زيداً، وكان من تبنى رجلاً في الجاهلية دعاه الناس إليه، وورث ميراثه حتى أنزل الله عز وجل في ذلك: ﴿ادعوهم لآبائهم ... ﴾ إلى قوله: ﴿فإخوانكم في الدين ومواليكم﴾. فردوا إلى آبائهم، فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخاً في الدين.

فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ثم العامري، وهي امرأة أبي حذيفة، فقالت: يا رسول الله، إنا كنا نرى سالماً ولداً، فكان يأوي معي ومع أبي حذيفة في بيت واحد، ويراني فضلاً، وقد أنزل الله فيهم ما قد علمت، فكيف ترى فيه؟.

فقال لها النبي ﷺ: ((أرضعيه خمس رضعات)). فكان بمنزلة ولدها من الرضاعة.

فبذلك كانت عائشة تأمر بنات أخواتها، وبنات إخوتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها، وإن كان كبيراً خمس رضعات، ثم يدخل عليها.

وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي ﷺ أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحداً من الناس حتى يرضع في المهد، وقلن لعائشة: ((والله ما ندري، لعلها كانت رخصة من النبي ﷺ لسالم دون الناس)).

30