حدث بيير نفسه: «لقد دمرت مسرحيتي. سيعلم نصف الجمهور الآن ما يحدث، في حين لا يعلمه النصف الآخر. إنها لكارثة!»
وما زاد الأمور سوءا أن جاك كوبينول وقف وبدأ يتحدث: «يا أهالي باريس العظماء، ما هذا الذي نفعله هنا؟ هل تسمى هذه مسرحية؟ إنها حتى لا تتضمن قتالا! لقد وعدنا بمهرجان للمهرجين. ما قولكم؟ لتسقط المسرحية، ولنبدأ مسرح العابسين. يجب أن نعثر على الرجل الذي يمكنه أن يغير من قسمات وجهه لصنع أقبح الوجوه، ونتوجه ملكا للمهرجين.»
أراد بيير أن يقول شيئا، لكن غضبه الشديد حال دون تحركه. وما زاد الأمر سوءا أن الجماهير بدت مرحبة بالفكرة. لم يعد أحد الآن مهتما بالمسرحية؛ فعقولهم جميعا تركز على اختيار ملك المهرجين.
الفصل الثاني
ملك المهرجين
في لمح البصر بدأ الجميع في تنفيذ فكرة كوبينول. ذهب جميع المواطنين والطلاب والمحامين إلى العمل. واختيرت الكنيسة الصغيرة داخل القاعة الكبرى لإقامة مسرح العابسين. وضع برميلان أسفل النافذة التي كسرها الطلاب، وكان على المرشحين الوقوف على هذين البرميلين والنظر من النافذة بوجوههم المغطاة. وعندما يعبسون أو يكشرون أو يسخرون على أفضل نحو لديهم، يزيحون الغطاء من فوق وجوههم ويظهرونها للجمهور.
في غضون دقائق قليلة كانت الكنيسة الصغيرة امتلأت بمن أرادوا المنافسة. وقف الأول على البرميل ، أدخل رأسه من النافذة، وكشف وجهه. أخذ يحول عينيه ويقطب جبينه، وجحظت عيناه. وانفجرت الجماهير في الضحك.
لك أن تتخيل أكثر الوجوه التي يمكن لأحد صنعها إضحاكا؛ هذا ما فعله كل من هؤلاء عند وقوفهم على البراميل. لم يعد هناك أحد على مقعده. أخذ الجميع يصيح ويصرخ. ومع ظهور كل وجه جديد من النافذة علت الضحكات أكثر. وسرعان ما بدأ كل فرد من الجمهور في لي قسمات وجهه، متخذين أوضاعا كالشخص الواقف على البرميل بالضبط!
جلس جيون أعلى أحد التماثيل، مشاهدا كل ما يحدث. أخذ يضحك بشدة حتى كاد يسقط أرضا!
وفي غضون ذلك كان بيير المسكين يسير جيئة وذهابا خلف الكواليس. توقف الممثلون عن أداء المسرحية تماما، فقد انشغلوا هم أيضا بمشاهدة ما يحدث من لهو.
ناپیژندل شوی مخ