اغاني
الأغاني
پوهندوی
علي مهنا وسمير جابر
خپرندوی
دار الفكر للطباعة والنشر
د خپرونکي ځای
لبنان
بلغني أن النصيب قال قلت الشعر وأنا شاب فأعجبني قولي فجعلت آتي مشيخة من بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة وهم موالي النصيب ومشيخة من خزاعة فأنشدهم القصيدة من شعري ثم أنسبها إلى بعض شعرائهم الماضين فيقولون أحسن والله هكذا يكون الكلام وهكذا يكون الشعر فلما سمعت ذلك منهم علمت أني محسن فأزمعوا وأزمعت الخروج إلى عبد العزيز بن مروان وهو يومئذ بمصر فقلت لأختي أمامة وكانت عاقلة جلدة أي أخية إني قد قلت شعرا وأنا أريد عبد العزيز بن مروان وأرجو أن يعتقك الله عز وجل به وأمك ومن كان مرقوقا من أهل قرابتي قالت إنا لله وإنا إليه راجعون يابن أم أتجتمع عليك الخصلتان السواد وأن تكون ضحكة للناس قال قلت فاسمعي فأنشدتها فسمعت فقالت بأبي أنت أحسنت والله في هذا والله رجاء عظيم فاخرج على بركة الله فخرجت على قعود لي حتى قدمت المدينة فوجدت بها الفرزدق في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرجت إليه فقلت أنشده وأستنشده وأعرض عليه شعري فأنشدته فقال لي ويلك أهذا شعرك الذي تطلب به الملوك قلت نعم قال فلست في شيء إن استطعت أن تكتم هذا على نفسك فافعل فانفضخت عرقا فحصبني رجل من قريش كان قريبا من الفرزدق وقد سمع إنشادي وسمع ما قال لي الفرزدق فأومأ إلي فقمت إليه فقال ويحك أهذا شعرك الذي أنشدته الفرزدق قلت نعم فقال قد والله أصبت والله لئن كان هذا الفرزدق شاعرا لقد حسدك فإنا لنعرف محاسن الشعر فامض لوجهك ولا يكسرنك قال فسرني قوله وعلمت أنه قد صدقني فيما قال فاعتزمت على المضي قال فمضيت فقدمت مصر وبها عبد العزيز ابن مروان فحضرت بابه مع الناس فنحيت عن مجلس الوجوه فكنت وراءهم ورأيت رجلا جاء على بغلة حسن الشارة سهل المدخل يؤذن له إذا جاء فلما انصرف إلى منزله انصرفت معه أماشي بغلته فلما رآني قال ألك حاجة قلت نعم أنا رجل من أهل الحجاز شاعر وقد مدحت الأمير وخرجت إليه راجيا معروفه وقد ازدريت فطردت من الباب ونحيت عن الوجوه قال فأنشدني فأنشدته فأعجبه شعري فقال ويحك أهذا شعرك فإياك أن تنتحل فإن الأمير راوية عالم بالشعر وعنده رواة فلا تفضحني ونفسك فقلت والله ما هو إلا شعري فقال ويحك فقل أبياتا تذكر فيها حوف مصر وفضلها على غيرها والقني بها غدا فغدوت عليه من غد فأنشدته قولي
مخ ۳۱۴