فصاح: يجب القبض على قاتل تحية.
اشتبك مع المرأة في خصام جارح وأنا شارد في أفكاري، حتى سألته بخشونة: ماذا تريد؟
وطردته شر طردة! •••
غصت في بئر، لا يمكن أن يجيء من آخر الدنيا ليلقي بأكاذيب يسير كشفها؛ إنه وغد ولكنه ليس أحمق. لا قدرة لي على الانفراد بوساوسي. نظرت نحو المرأة، فالتقيت بعينيها تنظران نحوي؛ إننا غريبان يجمعهما بيت قديم، لولا إشفاقي من إغضاب عباس لطلقتها. عباس وحده الذي يجعل للحياة طعما مقبولا؛ إنه الأمل الوحيد الباقي. تمتمت المرأة: إنه يكذب.
فسألتها وأنا أشد منها التماسا لنقطة رحمة: ولم يكذب؟ - ما زال يحقد على عباس. - ولكن هناك مسرحية أيضا. - لا نعرف عنها شيئا، اذهب إلى عباس. - سأقابله حتما. - ولكنك لا تتحرك!
إني خائف، إنها غبية وعنيدة. قلت: لا داعي للعجلة. - يجب أن يعرف ما يدبر من وراء ظهره. - وإذا اعترف؟ - ماذا تعني؟ - إذا اعترف بأن مسرحيته تحوي ما قال الوغد؟ - ستجد التفسير المريح . - لا أدري. - لم يفضح نفسه إذا كان قاتلا حقا؟ - لا أدري ... - تحرك ... هذا هو المهم. - سأذهب طبعا. - أو أذهب أنا. - ليس عندك ملابس صالحة ... صادروا نقودنا ... ضربني المخبر الكلب. - ذاك تاريخ مضى ... فكر الآن فيما نحن فيه. - الوغد كاذب. - يجب أن تسمع بأذنك. - لم يكن يوافق على حياتنا ... كان مثاليا كأنه ابن حرام ... ولكنه لا يغدر بنا، ثم لماذا يقتل تحية؟ - إنك تستجوبني أنا؟ - إني أفكر. - لقد صدقت ما قال الوغد. - وأنت أيضا تصدقينه. - يجب أن نسمعه. - الحق أنني لا أصدق! - إنك تهذي ... - اللعنة! - اللعنة حلت يوم ارتبطت بك! - ويوم ارتبطت بك. - كنت جميلة. - هل رغب فيك أحد غيري؟ - كنت دائما مرغوبة ... إنه سوء الحظ. - كان أبوك ساعي بريد، أما أبي فكان موظفا في دائرة الشمشرجي. - ذلك يعني أنه كان خادما.
_ أنا من أسرة. - وأمك؟ - مثلك تماما. - مخرف ... ولكنك لا تريد أن تذهب. - سأذهب عندما يروق لي.
تشتت فكري، ليكن ما يكون، لن يصيبنا أسوأ مما أصابنا. ألم نبدأ - أنا وهذه المرأة - من ملتقى مفعم بالحرارة والرغبة والأحلام الجميلة؟ ... أين نحن من ذلك الآن؟ ولكن يجب أن أذهب على أي حال؛ لعل العصر هو أنسب الأوقات. •••
لم أعرف مسكن ابني من قبل. منذ زواجه انفصلنا، لم يكن بيننا خير؛ كان يرفض حياتنا ويحتقرها، فنبذته واحتقرته، وبانتقاله إلى بيت تحية تحررت من نظراته الممتعضة. أسعى إليه الآن بعد أن لم يبق أمل غيره؛ تلقانا بعد السجن ببر ورحمة، فكيف يكون هو الذي زج بنا فيه؟ سألت البواب عنه، فقال: ذهب منذ ساعتين حاملا حقيبة. - سافر؟ - قال إنه سيغيب بعض الوقت. - ألم يترك عنوانه الجديد؟ - كلا.
ذهلت، حدث ما لم أتوقعه. لم لم يخبرنا؟ هل بلغته اتهامات طارق له؟ وبازدياد قلقي، قررت أن أقابل سرحان الهلالي. ذهبت إلى مسرح الغد بعماد الدين، وطلبت المقابلة، فسرعان ما أذن لي. وقف مرحبا بي وهو يقول: أهلا، حمدا لله على السلامة ... لولا ظروفي لزرتك مهنئا. - سرحان بك، عذر غير مقبول.
ناپیژندل شوی مخ