فقلت بحنق: جئت من الماضي كذكرى من أسوأ ذكرياته.
وشغلت عنه بزبون، ثم رمقته بازدراء، فقال: معي أخبار سيئة!
فقالت حليمة: لا تهمنا الأخبار السيئة. - حتى لو تكون عن الأستاذ عباس يونس؟
فقلت: إنه ابن بار ... عرض علي أن أعود إلى المسرح، فلما رفضت أنشأ لنا هذه المقلى.
وقالت المرأة: وقد قبلت مسرحيته.
لكنه ما جاء إلا من أجل المسرحية؛ هل أعمته الغيرة؟ يطيق الموت، ولا يطيق أن ينجح عباس؛ فليمت بغيظه! إنك أصل البلاء، لا يفهمك مثلي؛ فنحن من خرابة واحدة. قال: المسرحية تدور في هذا البيت، عنكم، وتهدي إلينا جرائم جديدة لم تخطر ببال أحد. أيمكن ذلك؟ عباس لم يقل لنا كلمة عن موضوعه، لكنه شاب مثالي. تساءلت: ماذا تعني؟ - كل شيء ... كل شيء ... ألا تريد أن تفهم؟
ماذا يعني؟ لماذا يفضح عباس نفسه؟ سألته: حتى السجن؟ - وأنه هو الذي وشى بكما إلى الشرطة، وهو الذي قتل تحية. - إنه لسخف. - وتساءلت المرأة: ماذا تعني يا عدو عباس؟
وتساءلت رغم انقباض قلبي: أليست مسرحية؟
وقالت حليمة: لديه التفسير الصحيح. - شاهدا المسرحية بنفسكما. - أعماك الحقد. - بل الجريمة. - ما مجرم إلا أنت!
وقلت له وانقباض قلبي لا يزايل قلبي: حاقد مجنون ... ابني عبيط، ولكنه ليس خائنا ولا قاتلا.
ناپیژندل شوی مخ