اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

محمود ابو ريه d. 1390 AH
23

اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

أضواء على السنة المحمدية

ژانرونه

نقلته إليهم كتب السنة فليسعنى ما وسعهم ، بعد ما تبين لى ما تبين لهم ، وهذا أمر معلوم لذوى البصائر لا يختلف فيه عالم ، اللهم إلا الحشوية الذين يؤمنون بكل ما حمله سيل الرواية سواء أكان صحيحا أم غير صحيح ، ما دام قد ثبت سنده على طريقتهم ، قال ابن أبى ليلى : " لا يفقه الرجل في الحديث حتى يأخذ منه ويدع " . وقال عند الرحمن بن مهدى : " لا يكون إماما في الحديث ، من تتبع شواذ الحديث ، أو حدث بكل ما يسمع أو حدث عن كل أحد " . والامثلة على ذلك كثيرة تجدها في مواضعها من كتابنا . وهذا البحث لم يعن به أحد من قبل - كما قلنا - وكانت دراسته واجبة قبل النظر في كتب الحديث والتفسير والفقه والاصول والتأريخ والنحو وكل ما إليها مما يتصل بالدين الاسلامي ، وكان يجب أن يفرد بالتأليف منذ ألف سنة عند ما ظهرت كتب الحديث المعروفة بعد انتشار المذاهب الفقهية بين المسلمين حتى توضع هذه الكتب في مكانها الصحيح من الدين ، ويعرف الناس حقيقة ما روى فيها من أحاديث ليكونوا منها في أمرهم على يقين ، ولو أننى ألفيت أمامى في المكتبة العربية على سعتها كتابا قد انطوى على هذا الامر الخطير الذى يجب على كل مسلم أن يحيط به علما - لا نحط عن كاهلى هذا " العبء الثقيل (1) " الذى احتملته في سبيل البحث والتنقيب بين مئات الكتب والاسانيد التى أطلعت عليها ، ورجعت إليها ، ثم أخذت منها ، ونقلت عنها ، ولما أنفقت ما أنفقت من سنين طوال في اقتحام هذا الطريق الشاق ، الذى لم يعبد من قبل ولم يضع له أحد فيما سبق منارا يهتدى به - حتى تسنى لى أن أعثر على تلك المواد الغزيرة التى مكنتني من أن أسوى منها هذا الكتاب الجامع الذى يعد الاول في موضوعه ، وأن أذيعه في الناس حتى يكونوا على بينة من أمر الحديث المحمدى ، يدرسونه على نور العلم ، ويفهمونه بمنطق العقل . ولان هذا البحث - كما قلنا - طريف وغريب ، وقد ينبعث له من يتطال إلى معارضته من بعض الحشوية والجامدين ، استكثرت فيه من بعض الادلة ، التى لا يرقى الشك

---

= اطراح المتعصب بالهوى ، والمقلد الاعمى من زمرة العلماء وأسقطوهما باستكمال من فوقهما الفروض من وراثة الانبياء . وكان السلف يعبرون عن المقلد بالجاهل لان العالم من كان مستقلا في فهمه للعلم واستدلاله على فهمه ، ويقولون مثل إنسان يقلد كبهيمة تقاد . (1) هذا هو وصف الدكتور طه حسين لعملنا في كلمته النفيسة التى افتتحنا بها هذه الطبعة . (*)

--- [ 27 ]

مخ ۲۶