اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

محمود ابو ريه d. 1390 AH
125

اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

أضواء على السنة المحمدية

ژانرونه

ومعاوية كما هو معروف أسلم هو وأبوه يوم فتح مكة ، فهو بذلك من الطلقاء ، وكان كذلك من المؤلفة قلوبهم الذين كانوا يأخذون ثمنا لاسلامهم ، وهو الذى هدم مبدأ الخلافة الرشيدة في الاسلام فلم تقم لها من بعده إلى اليوم قائمة ، وقد اتخذ " دمشق " حاضرة لملكه . وإليك بعض ما وضعوه من الاحاديث في فضله : أخرج الترمذي أن النبي قال لمعاوية : اللهم اجعله هاديا مهديا . وفي حديث آخر أن النبي قال : اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب - وهناك زيادة في هذا الحديث تقول : وأدخله الجنة . وعلى كثرة ما جاء في فضائل معاوية من أحاديث لا أصل لها ، فإن إسحاق ابن راهويه وهو الامام الكبير وشيخ البخاري قد قال : إنه لم يصح في فضائل معاوية شئ . وقد ذكر البخاري في باب " فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " فقال : باب ذكر معاوية رضي الله عنه (1) ، ولم يأت في هذا الباب بأحاديث مرفوعة إلى النبي وإنما أورد قولين عن ابن عباس في وصف معاوية - قال في الاول : إنه صحب رسول الله ، وقال في الثاني : إنه فقيه !

---

(1) قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الباب : " تنبيه " عبر البخاري في هذه الترجمة بقوله " ذكر " ولم يقل فضيلة ، ولا منقبة لكون الفضيلة لا تؤخذ من حديث الباب لان ظاهر شهادة ابن عباس له بالفقه والصحبة دالة على الفضل الكثير - وقد صنف ابن أبى عاصم جزءا في مناقبه وكذلك أبو عمر غلام ثعلب وأبو بكر النقاش وأورد ابن الجوزي في الموضوعات بعض الاحاديث التى ذكروها ثم ساق عن إسحاق بن راهويه أنه قال : لم يصح في فضائل معاوية شئ - فهذه النكتة في عدول البخاري عن التصريح بلفظ " منقبة " اعتمادا على قول شيخه " ابن راهويه " وقصة النسائي في ذلك مشهورة ، وكأنه اعتمد أيضا على قول شيخه إسحاق وكذلك في قصة الحاكم ، وأخرج ابن الجوزى أيضا من طريق ابن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، سألت أبى ما تقول في على ومعاوية ؟ فأطرق ثم قال : اعلم أن عليا كان كثير الاعداء ، ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيدا منهم لعلى - فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له ، وقد ورد في فضائل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الاسناد وبذلك جزم إسحاق بن راهويه والنسائي وغيرهما والله أعلم . انتهى كلام ابن حجر ص 83 ج 7 من فتح الباري . أما قصة النسائي التى أشار إليها ابن حجر - وهو صاحب أحد كتب الحديث المشهورة - فقد رواها الذهبي فقال : سئل النسائي وهو بدمشق عن فضائل معاوية فقال ، ألا يرضى رأسا برأس ، حتى يفضل ؟ قال الذهبي فما زالوا يدفعونه حتى أخرج من المجلس وحمل إلى الكوفة فتوفى بها رحمه الله . (*)

--- [ 129 ]

مخ ۱۲۸