============================================================
مثل ذلك اليوم، فخرج،، فصلى بالناس العيد ولم يدخل بغداد، بل سار إلى ناحية القاطول ، ولم يرجع إلى بغداد": ولنا أن نتصور مقدار الخراب والاضطراب من تصارع العرب والفرس والأتراك على السلطة، حين نقرأ أنه قد وصل الأمر إلى أن أصبح الخليفة مجرد رمز ، لا يستطيع أن يأمر فيطاع أمره ، بل لا يستطيع أن يحسى نفسه من هؤلاء الذين أتى بهم للحماية، ولما أراد بعض الحلفاء كبح جماح هؤلاء الأتراك - كما فعل الخليفة القاهر (320 - 322 ه) حين قتل مؤنسا الحادم الذى كان سبب بلاء كثير للدولة - كان جزاؤه غير القتل، فقد استحدث الأتراك شيئا جديدا هو سمل عينى الذى يريد بهم شرا، وقد أصبح سمل العينين شريعة الأتراك فى معاقبة الخلفاء، فقد سمل
"توزون " التركى عينى الخليفة المتى (329 - 333 ه) ، وسمل "أحمد ابن بويه" الديلمى عينى الحليفة المستكنى 3337- 334 ه(1) : وقد ترتب على هذا الاصطراع والاستهانة بالخلفاء أنه من تلك الأيام اضطهدت الخلافة العباسية، وخرجت الأمور من يدها ، واستولى الأعيجم والآمراء وآرباب السيوف على الدولة ، فجبوا الاموال، وكفوايد الحليفة، وقرروا له شيئا يسيرا،، وبلغة قاصرة ، ووهن يومثذ أمر الخلافة "(2) .
وانقسمت الدولة الواحدة إلى عدة دويلات متصارعة، والخليفة حائر لا يدرى من آمر نفسه شيئا، فمرة ينحاز إلى جانب دون آخر، ثم يعود فينحاز إلى الجانب الآخر على حسب ما يقدم له من رشاوى أو تهديد (3) (1) لمعرفة المزيد عن هذه الأحداث المؤسفة يراجع الكامل ج 8،7، ومروج الذهب التجوم الزاهرة = 3، وأحبار الراضى والمتقى لله (2) الفخرى فى الآداب السلطايية 235 (2) تفصيل الحديث فى آمر هذه الدويلات ق تاريخ الطبرى 10 وذيول تاريخ الطبرى، الكامل فى التاريخ = 8، والنجوم الزاهرة = 3، والإسلام والحضارة العربية 2، والحضارة الإسلامية فى القرن الرابع = وظهر الإملام =2
مخ ۲۱