15

Adab al-Ikhtilaf fi al-Islam

أدب الاختلاف في الإسلام

خپرندوی

المعهد العالمي للفكر الإسلامي

د خپرونکي ځای

فيرجينيا - الولايات المتحدة الأميريكية

ژانرونه

وتصويب رسول الله ﷺ للفريقين دليل على مشروعية كل من المذهبين. فالمسلم اذن، له أن يأخذ بظاهر النص وله ان يستنبط من المعاني ما يحتمله النص وبمكن التدليل عليه ولا لوم على من بذل جهده وكان مؤهلا لهذا النوع من الجهد. فالفريق الثاني من الصحابة رضوان الله عليهم فهموا أن رسول الله ﷺ انما اراد أن يأمرهم بالمبالغة في الاسراع ولذلك اعتبروا أن اداءهم الصلاة قبل الوصول الى بني قريظة لا ينافي أمر رسول الله ﷺ بالصلاة في بني قريظة ما دامت الصلاة لن تؤخرهم عن الوصول. ومن الطريف أن ابن القيم ﵀ أورد اختلاف الفقهاء في تصويب أي من الفريقين، وبيان الافضل من فعل كل منهما، فمن قائل: ان الافضل فعل من صلى في الطريق فحاز قصب السبق في أداء الصلاة في وقتها وتلبية أمر رسول الله ﷺ ومن قائل: ان الافضل فعل من أخرها ليليها في بني قريظة ... (١٠) . قلت: وما دام رسول الله ﷺ لم يعنف واحدا منهما فكان على الفقهاء ﵏ ان يسعهم ذلك من سنة رسول الله ﷺ وألا يخوضوا في أمر قد تولى، ﵊، حسمه والانتهاء منه.

(١٠) في كتابه «إعلام الموقعين» .

1 / 35