لقيه: إذا استقبله قريبا منه. ومعنى {آمنا}: أخلصنا الإيمان بقلوبنا؛ لأن الإقرار باللسان معلوم منهم. و {خلوا إلى شياطينهم}: انفردوا بهم، # وشياطينهم: زعماؤهم الذين ماثلوا الشياطين في تمردهم وصدهم عن سبيل الحق. والمعية في قولهم: {إنا معكم} يراد منها: موافقتهم في دينهم. وأكدوا ما خاطبوا به شياطينهم بحرف التأكيد إذ قالوا: {إنا معكم}؛ ليزيلوا ما قد يجري في خواطرهم من أنهم فارقوا دينهم، وانقلبوا إلى دين الإسلام بقلوبهم، ولم يؤكدوا ما خاطبوا به المؤمنين إذ قالوا لهم: {آمنا}، ولم يقولوا: إنا آمنا؛ ليوهموهم أنهم بمرتبة لا ينبغي أن يتردد في إيمانهم حتى يحتاجوا إلى تأكيد.
{إنما نحن مستهزئون}:
هذا وارد مورد الجواب عما قد يعترض به عليهم شياطينهم إذ يقولون: كيف تدعون أنكم معنا، وأنتم توافقون المؤمنين في عقيدتهم، وتشاركونهم في مظاهر دينهم؟ فقالوا: {إنما نحن مستهزئون}.
والاستهزاء: الاستخفاف والسخرية. والمعنى: أننا نظهر للمؤمنين الموافقة على دينهم؛ استخفافا بهم وسخرية، لا أن ذلك صادر منا عن صدق وجد.
{الله يستهزئ بهم}:
مخ ۳۲