د امام محمد خضر حسین ټول اړخیزې کارونه
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
ژانرونه
هذه الجملة إخبار بأنه - عليه الصلاة والسلام - لا يتبع قبلة اليهود ولا النصارى، وردت لتقرير حقية القبلة التي هي الكعبة، وتأكيدها بأنه - صلى الله عليه وسلم - لا يعدل عنها إلى غيرها؛ وفي هذا الإخبار قطع لأطماع ما يتمناه بعض أهل الكتاب من أن يعود إلى قبلتهم. وأفرد القبلة، فقال: {قبلتهم}، مع أن لكل من اليهود والنصارى قبلة خاصة؛ لاتحاد القبلتين في البطلان؛ بالتحويل إلى الكعبة، واتحادهما في الباطل جعلهما بمنزلة قبلة واحدة، والبلاغة العربية تسمح بالتعبير عن المثنى بمفرده إذا لوحظ اتحاد مفرديه # في وصف، كما تسمح بالتعبير عنه بصيغة الجمع إذا أضيف إلى مثنى مثله؛ كما قال تعالى:
{وما بعضهم بتابع قبلة بعض}:
ما أولئك اليهود بتابعين قبلة النصارى، ولا أولئك النصارى بتابعين قبلة اليهود، يأبون ذلك تقليدا لآبائهم، لا لدليل يستندون إليه بعد المقارنة بين القبلتين؛ فهم متفقون على عدم اتباع القبلة التي هي حق، ومشتركون في أن قبلة كل منهم ليست بحق، فاثبتوا على قبلتكم، ودعوهم وشأنهم، ولا تقيموا لمشاغبتهم وزنا.
{ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين}:
لما ثبت أن التحويل إلى الكعبة هو الحق، صار المتوجه إلى غيرها إنما هو متبع للهوى، قال تعالى محذرا للأمة من التوجه إلى بيت المقدس متابعة لأهل الكتاب تحذيرا في صورة الخطاب للإمام الأعظم - صلوات الله عليه -: {ولئن اتبعت أهواءهم}، والأهواء: جمع هوى، وهو الرأي الباطل.
مخ ۲۶۷