237

د امام محمد خضر حسین ټول اړخیزې کارونه

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ژانرونه

وكان مقتضى قوله: {ولقد اصطفيناه} أن يجري الكلام على طريقة التكلم، فيقال: "إذ قلنا له"، ولكنه وقع العدول عن هذا الطريق إلى إسناد القول إلى الاسم الظاهر مضافا إلى ضمير إبراهيم، فقال: {قال له ربه}؛ لإظهار مزيد اللطف به، والعناية بتربيته، كما أن إبراهيم قال: {أسلمت لرب العالمين}، ولم يقل: أسلمت لك؛ ليذكر الله بما يدل على عظم شأنه، ويشير # إلى أن من كان ربا للعالمين لا يليق بأحد من العالمين إلا أن يتلقى أمره بالخضوع وحسن الطاعة. والظاهر أن الآية تخبر عن أمر واقع بعد النبوة؛ كما قال الله تعالى لنبينا - صلوات الله عليه -: {فاستقم كما أمرت ومن} [هود: 112].

{ووصى بها إبراهيم بنيه}:

دل ما سبق على أن إبراهيم كامل في الصلاح إذ قال: {أسلمت لرب العالمين}.

ودلت هذه الآية على أنه يجمع إلى كمال نفسه العمل لتكميل غيره إذ قال: {ووصى بها}، والتوصية: إرشاد الغير إلى ما فيه صلاح وقربة، سواء كان في حالة الاحتضار، أم في حالة غيرها، والضمير في قولها: {بها} يعود إلى {ملة} في قوله: {عن ملة إبراهيم}، والمعنى: وصى إبراهيم بنيه بملته؛ أي: باتباعها.

{ويعقوب}:

مرفوع على أنه مبتدأ، وخبره مقدر في نظم الكلام، لفهمه من الجملة السابقة، والمعنى: ويعقوب كذلك؛ أي: أوصى بنيه بملة إبراهيم.

{يابني إن الله اصطفى لكم الدين}:

هذا حكاية لما قال إبراهيم ويعقوب في وصيتهما لأبنائهما، والمعنى: قال كل منهما لأبنائه {يابني إن الله اصطفى}. . . إلخ. واصطفى لكم الدين: استخلصه لكم، وهداكم للأخذ به، وهو دين الخضوع لله وحده، والتقرب إليه بأخلص الطاعات.

{فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}:

مخ ۲۴۱