236

د امام محمد خضر حسین ټول اړخیزې کارونه

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ژانرونه

يقال: رغب في كذا: إذا أراده، واتجهت نفسه إليه، ورغب عنه: إذا كرهه، وانصرفت نفسه عنه. والملة في الأصل: الطريقة، وغلب إطلاقها على أصول الدين من حيث إن صاحبها يصل بها إلى دار السلام والكرامة عند الله. {سفه نفسه}: استخفها وامتهنها. والجملة واردة مورد التوبيخ للكافرين الذين أحدثوا الشرك المخالف لما دعا إليه إبراهيم - عليه السلام - من التوحيد. والمعنى: لا يكره ملة إبراهيم وينصرف عنها إلى الشرك بالله # إلا من امتهن نفسه، ولم يبال أن يدبر بها عن طريق السعادة إلى طريق الخيبة والشقاء.

{ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين}:

{اصطفيناه}: اخترناه للرسالة، وعرفناه الملة التي هي أقوم طريق موصل إلى دار السلام. و {الصالحين}: من الصلاح، وهو الاستقامة طى الطريقة المثلى. وهذا بيان لخطأ من يرغب عن ملة إبراهيم، حيث أعرض عن اتباع من جمع الله له الكرامة في الدنيا إلى الكرامة في الآخرة، فكأنه يقول: من اصطفاه الله في الدنيا بالرسالة، وكان مشهودا له في الآخرة بالاستقامة، حقيق بأن تتبع ملته، ويقتدى بهديه.

ويراد من ذكر الشهادة له بالصلاح في الآخرة: ما تقضيه هذه الشهادة من رفعة المقام وسعة الإكرام.

{إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين}:

هذا بيان لكمال استقامة إبراهيم التي رفعته عند الله المنزلة العليا، وجعلت ملته حقيقة بأن يرغب فيها، ذلك أن الله أمره بطاعته، وإسلام وجهه إليه في كل حال، فبادر إلى الامتثال، وقال:

{أسلمت لرب العالمين}:

مخ ۲۴۰