236

د امام محمد خضر حسین ټول اړخیزې کارونه

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ایډیټر

علي الرضا الحسيني

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۳۱ ه.ق

د خپرونکي ځای

سوريا

ژانرونه

﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ﴾
أمر في الجملة السابقة بالصلاة والزكاة على وجه خاص؛ لعظم شأنهما، وجاءت هذه الجملة مرغبة في فعل الخير على وجه عام، فتندرج فيها الصلاة والزكاة وغيرهما من الأعمال الصالحة فرضًا أو تطوعًا. وقال: ﴿لِأَنْفُسِكُمْ﴾؛ تنبيهًا على أن ما يقدمونه من خير إنما هو لمصلحة أنفسهم. والذي يجدونه عند الله هو ثواب ما يقدمونه من العمل الصالح. وقال: ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾؛ إشارة إلى عظم الثواب بعظمة من تدخر عنده أعمال الخير، ويتولى الجزاء عنها.
﴿إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾:
دلت الجملة السابقة على أن كل خير يفعلونه يجدون ثوابه عند الله، وجاءت هذه الجملة لتأكيد ذلك الوعد، فقد دلت على أن الله لا يخفى عليه عمل عامل، قليلًا كان أو كثيرًا، وإذا كان عالمًا محيطًا بكل عمل يصدر من الإنسان، كانت الأعمال محفوظة عنده تعالى، فلا يضيع منها عمل دون أن يلقى العامل جزاءه يوم الدين.
وإعادة ذكر اسم الجلالة في هذه الجملة، مع تقدم ذكره في قوله: ﴿تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ يجعل الجملة مستقلة، وقد سبق آنفًا أن استقلال الجملة يدل على شدة الاهتمام بالمعنى الذي تضمنته، ومن فوائد إظهار اسم الجلالة في مقام يجوز فيه الإضمار: أن تكون الجملة كحكمة تقال عند كل مناسبة؛ بخلاف ما لو أتى بدل الاسم الظاهر بالضمير، فإن إلقاءها عند المناسبة يستدير أن تذكر الجملة السابقة معها؛ حتى يعرف المراد من الضمير.

1 / 202