اعلام د اسلامي فکر په نوي عصر کې
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
ژانرونه
ولازم أيضا الشيخ عبد الوهاب الملقب بأجدود وعليه تخرج، ثم تلقى الحديث عن ابن بلعمش الجلني، واستظهر من المتون وأشعار العرب شيئا كثيرا لم يذهب من حفظه حتى مات، واشتهر باللغة والأنساب وانفرد بهما.
ثم رحل إلى المشرق وحج واجتمع بأمير مكة الشريف عبد الله بن محمد بن عون فأكرمه وطلب منه البقاء عنده فأجاب، وكانت تقع بينه وبين علماء مكة والواردين عليها مناظرات ومحاورات علمية في مجلس الأمير، وصار يتردد في الإقامة بين مكة والمدينة إلى أن قصد القسطنطينية فأكرمه السلطان عبد الحميد وعرف قدره، وأوفده سنة 1304ه إلى باريس ولندن والأندلس للاطلاع على ما في خزائنها من الكتب العربية النادرة وتقييد أسماء ما يوجد منها بخزائن القسطنطينية لتستنسخ، فسافر على باخرة خاصة، وكان ينزل حيثما حل بدور السفارات العثمانية، ولكن المشروع أهمل بعد عودته، ثم لما شرع الملك أسكار الثاني ملك السويد والنرويج في عقد المؤتمر الثامن من العلوم الشرقية استكهلم سنة 1306ه طلب من السلطان عبد الحميد أن ينتدب الشيخ إليه، فانتدبه مع مدحت أفندي الكاتب التركي الشهير، ونظم الشيخ قصيدته الميمية ليقدمها للمؤتمر، وأولها:
ألا طرقت مي فتى مطلع النجم
غريبا عن الأوطان في أمم العجم
ذكر بها سبب هذه الرحلة وابتداء تحصيله للعلم بالمغرب ورحلته إلى المشرق، وضمنها مسائل علمية، ورثى نفسه فيها، وختمها بذكر القبائل العربية المشهورة، ولكنه لم يسافر لاشتراطه شروطا أغضبت السلطان، فأمر بسفره إلى المدينة، ومنها قدم إلى القاهرة وألقى بها عصا التسيار، واستحضر أهله وكتبه من المدينة، وأقبل على المطالعة والإفادة إلى أن توفي بدار سكنه القريبة من الأزهر قبيل الغروب من يوم الجمعة 23 شوال سنة 1322ه عن سن عالية، ولم يمرض إلا أياما قليلة.
وكان رحمه الله نحيفا أسمر اللون، شديد التمسك بالسنة قوالا للحق ولو على نفسه، مع حدة طبع زائدة؛ ولهذا لم ينتفع به إلا القليلون، وكان لا يمل المطالعة ليلا ونهارا حتى أضنته كثرة الجلوس وسببت له أمراضا وآلاما، ولا سيما لما اشتغل بتصحيح المخصص وأنه كان يقابله مع شخص آخر بمكان رطب في الطبقة السفلى من داره، فاشتد به مرض الصدر وألم الرثية في أطرافه، وكثيرا ما كان يقول: «أنا قتيل المخصص، أنا قتيل الكتب»، ولم يترك من الآثار إلا «الحماسة السنية الكاملة المزية في الرحلة العلمية الشنقيطية التركزية»، ضمنها شيئا من أخباره وقصائده وردوده على من خالفه في بعض المسائل العلمية، وطبعت بالقاهرة في مطبعة الموسوعات سنة 1319، وله أرجوزة سماها: «عذب المنهل والمعل المسمى صرف ثعل» لم تطبع، و«إحقاق الحق وتبريء العرب مما أحدث عاكش اليمني في لغتهم ولامية العرب»، وهي حاشية على شرح لامية العرب لعاكش اليمني، وكان قد وفد على الشريف عبد الله بن محمد بن عون بمكة وقدم له هذا الشرح، فطلب الشريف من الشيخ أن يكتب عليه فكتب هذه الحاشية وبين فيها أغلاطه، وهي مخطوطة لم تطبع، وكان شرع في تأليف كتاب سماه: «بنيان العلم المرصص في أوهام المخصص» لم يكتب منه إلا ما طبع على حواشي المخصص، وكان صحح بعض الأوهام الواقعة في الطبعة البولاقية من الأغاني، ولم يستوعب كل ما فيه، فجردها من حواشي نسخته الشيخ الفاضل محمد عبد الجواد الأصمعي وطبعها بالمطبعة الجمالية بالقاهرة سنة 1334 بعنوان: تصحيح الأغاني.
أحمد بن الخوجة التونسي
1246-1310ه
هو أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن حمودة بن محمد بن علي خوجة،
1
ناپیژندل شوی مخ