287

علم الدين په صفاتو کې د مؤمنانو

أعلام الدين في صفات المؤمنين

پوهندوی

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث . قم

وروي أن أبا الهذيل (1) حضر عند أمير من أمراء البصرة - وكان قدريا - وقد أوتي بطرار (2) أسود أعور، فقال له: كم يجب على هذا لطرار من سوط على طرارته؟

قال له: ستون سوطا.

فقال الأمير: إنما يقول الفقهاء عشرون سوطا.

فقال: نعم، عشرون سوطا على طرارته، وعشرون سوطا على عوره، وعشرون على سواده.

فقال الأمير: كيف تضربه على سواده وعوره؟ وقد خلقهما الله فيه، وليسا من جنايته!

فقال له أبو الهذيل: وكذلك طرارته، مخلوقة فيه على مذهبك، إذا ضربته عليها وهي من خلق الله فيه، فكذلك تضربه على سواده وعوره.

فقال الأمير: ما بيني وبين الحق عداوة. ثم رجع عن القول بالجبر على القبيح ودان بالعدل.

وروي أن شخصا من أهل الإيمان والعلم، وشى به رجل قدري إلى أمير من أمراء البصرة أيضا - وكان قدريا - فقال له: إن هذا لا يرى ما يراه أهل العلم، من أن أفعال العباد من الحسن والقبح من الله، فأحضره الأمير وقال: إن هذا يقول فيك إنك لا ترى أن العبد مجبور على فعل الحسن والقبيح.

فقال له المؤمن: أيها الأمير، قد جعلتك بيني وبينه حكما ثم التفت إلى القدري فقال له: ما تقول في كلمة العدل والإخلاص والتوحيد، من قالها في الموحد؟

فقال: الله فقال: أصادق هو أم لا؟

فقال: بل صادق.

فقال له: فما تقول في كلمة الكفر والإلحاد، من قالها في الملحد؟

قال: الله على مذهبه.

مخ ۳۱۹