ولعله سمع كلاما في الصفة والموصوف من قبيل قوله في حسن:
إن اسم حسن لوجهها صفة
ولا أرى ذا في غيرها اجتمعا
فهي إذا سميت فقد وصفت
فيجمع الاسم معنيين معا
إلى نظائر من هذه الأقاويل يستطيع المتلقف أن يجمعها في بضعة أيام، وهو يجلس إلى المتفيقهين بها ممن تعمقوا فيها أو تخطفوها لماما، ثم لا يقال عنه: إنه عرف ما يناقض الدين أو يبيح المحظورات، ويغري المرء بركوب رأسه في الموبقات.
ولقد كان إبراهيم النظام من أعلم أهل زمانه بهذا الذي يسمونه علوم الأوائل، وكان أبو نواس يحضر عليه، فينهاه عن التبذل ويذكره الوعيد ويقول له: إن من ترقب وعد الله فعليه أن يحذر وعيده، فلا يرعوي عن لغوه ومجونه حتى يئس منه، فطرده من مجلسه فنظم فيه قصيدته التي اشتهرت بالإبراهيمية ومطلعها:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء
وفيها يسخر منه:
ناپیژندل شوی مخ