166

ابجد علوم

أبجد العلوم

خپرندوی

دار ابن حزم

د ایډیشن شمېره

الطبعة الأولى ١٤٢٣ هـ

د چاپ کال

٢٠٠٢ م

فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا إن الأولى قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا ويرفع صوته: أبينا أبينا بالموحدة وفي رواية: أتينا بالمثناة الفوقية. واختلف العلماء في صدور الشعر منه ﷺ ونقل المثبتون أشياء منها قوله ﷺ حين كان يبني مسجده ﷺ: هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبر ربنا وأطهر وكان الزهري يقول: لم يقل ﷺ شيئا من الشعر إلا قد قيل قبله إلا هذا وقد ألف السيد: محمد البرزنجي المدني١ رسالة في إثبات الكتابة والقراءة والشعر له ﷺ يقول فيها: لا شك أن الشعر إذا كان حكمة أخبر عنه ﷺ: "إن من الشعر لحكمة" كمال ولا ينبغي أن يخلو ﷺ عن كمال ما لأنه نسخة الكاملة الجامعة لجميع صفات الكمالات الإنسانية بل والملكية وإيقاع النفس والتهمة بالنظر إلى القرآن إنما يرد بالنسبة إلى ما قبل نزول الوحي وثبوت النبوة أما بعده: فلا كما قيل في الكتابة والقراءة وكل ما صدر عنه من النطق بالشعر فإنما هو بعد النبوة ولم يقل أحد قط أنه ﷺ ينظم الشعر أو يرويه أو يجالس الشعراء قبلها وأما بعد النبوة: فقد نطق به ورواه واستنشده الصحابة وأنشدت القصائد بحضرته وأصلح من كلا مهم كما أصلح من قصيدة كعب بن زهير ﵁ قوله: من سيوف الهند. وأبدله ب سيوف الله فلا إخلال بنبوته ولا تهمة في معجزته بل هو معجزة أخرى وكمال آخر فلا مانع من تجويزه. انتهى كلامه وتمام البيت الذي أصلحه ﷺ هكذا: إن الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول أقول: لعل وجه إصلاحه ﷺ أن لا يقع لفظ مستدرك في الكلام فإن المهند- على ما قال الجوهري٢-: السيف المطبوع من حديد الهند. هذا ما سنح لي في فضيلة الشعر المحمود وشرف هذا الكوكب المسعود. ثم أول من قدر جواهر المنطق بالميزان ونظم اللآلي الخاصة بخزينة الإنسان صفي الله: آدم ﵇ فالشعر المتولد منه آدم الأشعار والجد الأعلى لنتائج الأفكار وأسنده ابن الأثير وغيره من الجم الغفير إلى آدم ﵇ وأنكر جمع كثير من المحققين وقال آخرون: رثى آدم هابيل بالسريانية فلما وصل إلى يعرب بن قحطان ترجمها بالعربية واختلف في قضية هابيل أين وقعت؟ فمنهم من ذهب إلى أنها وقعت بالهند على جبل نود الذي نزل عليه آدم ﵇ السماء وقيل: بمكة ثم الروايات

١ هو محمد شريف البرزنجي المدني الشافعي، كان حيًا سنة ١١٣٤هـ = ١٧٢٢م. ٢ في الصحاح.

1 / 183