Zuhud, Wara' dan Ibadah

Ibn Taimiyah d. 728 AH
53

Zuhud, Wara' dan Ibadah

الزهد والورع والعبادة

Penyiasat

حماد سلامة، محمد عويضة

Penerbit

مكتبة المنار

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٠٧

Lokasi Penerbit

الأردن

Genre-genre

Tasawuf
الْآيَة وَقَالَ فَارْجِعُوا هُوَ أزكى لكم وَقَالَ الَّذين لَا يُؤْتونَ الزَّكَاة وَقَالَ وَمَا عَلَيْك أَلا يزكّى وأصل الزَّكَاة الزِّيَادَة فِي الْخَيْر وَمِنْه يُقَال زكا الزَّرْع وزكا المَال اذا نما وَلنْ يَنْمُو الْخَيْر الا بترك الشَّرّ وَالزَّرْع لَا يزكو حَتَّى يزَال عَنهُ الدغل فَكَذَلِك النَّفس والأعمال لَا تزكو حَتَّى يزَال عَنْهَا مَا يناقضها وَلَا يكون الرجل متزكيا الا مَعَ ترك الشَّرّ فَإِنَّهُ يدنس النَّفس ويدسيها قَالَ الزّجاج دساها جعلهَا ذليلة حقيرة خسيسة وَقَالَ الْفراء دساها لِأَن الْبَخِيل يخفي نَفسه ومنزله وَمَاله قَالَ ابْن قُتَيْبَة أَي أخفاها بِالْفُجُورِ وَالْمَعْصِيَة فالفاجر دس نَفسه أَي قمعها وخباها وصانع الْمَعْرُوف شهر نَفسه ورفعها وَكَانَت أجواد الْعَرَب تنزل الربى لتشهر أَنْفسهَا واللئام تنزل الأطارف والوديان فالبر وَالتَّقوى يبسط النَّفس ويشرح الصَّدْر بِحَيْثُ يجد الانسان فِي نَفسه اتساعا وبساطا عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ قبل ذَلِك فَإِنَّهُ لما اتَّسع بِالْبرِّ وَالتَّقوى والاحسان بَسطه الله وَشرح صَدره والفجور وَالْبخل يقمع النَّفس ويضعها ويهينها بِحَيْثُ يجد الْبَخِيل فِي نَفسه أَنه ضيق وَقد بَين النَّبِي ﷺ ذَلِك فِي الحَدِيث الصَّحِيح فَقَالَ مثل الْبَخِيل والمتصدق كَمثل رجلَيْنِ عَلَيْهِمَا جبتان من حَدِيد قد اضطرت أَيْدِيهِمَا الى تراقيهما فَجعل الْمُتَصَدّق كلما هم بِصَدقَة اتسعت وانبسطت عَنهُ حَتَّى تغشى أنامله

1 / 62