Zubdat al-Fikrah dalam Sejarah Hijrah
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Genre-genre
رسولا عند حلولنا بدمشق فنحن عندما وصلنا إلى الديار المصرية لم نزد على أن اعتددنا وجمعنا جيوشنا من كل مكان وبذلنا في الاستعداد غاية الجهد والامكان وانفقنا جزيل الأموال في جمع العساكر والجحافل ووثقنا بحسن الخلف لقوله تعالي: في مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كل حبة انت سبع سنابل ولما خرجنا من الديار المصرية بلغنا خروج الملك من البلاد لامر حال بينه وبين المراد فتوقفنا عن المسير توقف من اغنى رعبه عن حث الركاب وتلبثنا تلبث الراسيات: وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تور مر السحاب. وبعثنا طايفة من العساكر لمقابلة من اقام بالبلاد فما لاح لها منهم بارق ولا ظهر فتقدمت فتخطفت من حمله على التأخر الغرر ووصلت الى الفرات فما وقعت للقوم على اثر.
على حلب او الفرات وانهم جمعوا العساكر ورحلوا إلى الفرات والي حلب مرتقبين وصولنا فالجواب عن ذلك انه من حين بلغنا حركتهم جزمنا وعلى لقائهم عزمنا وخرجنا وخرج امير المومنين الحاكم بأمر الله ابن عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجب الطاعة على كل مسلم المفترض المبايعة والمتابعة على كل منازعا ومسلم طائعين لله ولرسوله في اداء فرض الجهاد باذلين في القيام بما أمرنا الله غاية الاجتهاد لا يتم امر دين ولا دنيا الا بمشايعته ومن والاه فقد حفظه الله وتولاه ومن عانده او عاند من اقامه فقد أذله الله فحين وصلنا إلى البلاد الشامية نقدمت عساكرنا تملا السهل والجبل وتبلغ بقوة الله في النصر الرجاء والامل ووصلت اوايلها الى اطراف بلاد حماة وتلك النواحي فلم يقدم احد عليها ولا جسر ان يمد حتى ولا الطرف اليها فلم نزل مقيمين حتى بلغنا رجوع الملك إلى البلاد واخلافه موعد اللقاء والله لا يخلف الميعاد فعدنا لاستعداد جيوشنا التي لم تزل تندفع في طاعة الله تعالى اندفاع السيل عاملين بقوله تعالي : وأعدوا لهم ما آشتطعتم من قوة وين رباط الخيل .
Halaman 359