284

============================================================

وفي حديث عمر أنه رؤي في المنام، فسئل عن حاله، فقال: ثل عرشي، لولا أأني صادفت ربا رحيما(1).

فعرش الرجل: قوام أمره. وكذلك عرش الملك قوام أمره وعزه وسلطانه.

وعرش الأمة: الرجل الذي يكون به قوام أمرهم وملكهم. قال الكميت في علي بن أبي طالب عليه السلام: [الخفيف] والوصي الذي أمال التجوبي به عرش أمة لانهدام(2) قال قوم من أهل اللغة: الأمة هاهنا: الدين، وعرش الأمة: الذي كان به قوام أمر دينهم. قال أوس يرئي رجلا: [البسيط] العمر ما قدر أجدى بمصرعه لقد أخل بعرشي أي إخلال(3) يعني أن قوام أمره كان بهذا الرجل، فأخل بذلك موته. وقال آخر: [الطويل] وفي من سواهم من ملوك وسوقة دعائم عرش خانه الدهر فانقعو(4) قال ابن قتيبة: إن قوما حملوا التأويل على علمهم، فقالوا في الكرسي والعرش، وجعلوا العرش غير العرش، والعرب لا تعرف العرش إلا ما غرش من السقوف والآبار، وإلا السرير(5). وأنشد لأمية بن أبي الصلت: [الخفيف] مجدوا الله وهو للمجد أهل رينا في السماء أمسى كبيرا بالبناء الأعلى الذي سبق النا س وسوى فوق السماء سريرا شرجعا ما يناله بصر العين ترى دونه الملائك صورا(2) فهذا ما جاء في العرش والكرسي من لغة العرب. وروي في ذلك حديث كثير، وله معان كثيرة. فالعرش: السرير، والعرش: المظلة، والعرش: سقف (1) ابن قتيبة : غريب الحديث 11/2.

(2) الكامل للمبرد 145/3، وديوان الكميت ص 502 . والتجوبي : عبد الرحمن بن ملجم، قاتل الإمام علي.

(3) ديوان أوس بن حجر ص 106.

(4) ديوان لبيد بن ربيعة العامري ص 213.

(5) ابن قتيبة : تأويل مختلف الحديث ص 80. وفي المطبوع : حملوا التأويل على نحلهم .

(6) ابن قتيبة : تأويل مختلف الحديث ص 81، وديوان أمية بن أبي الصلت ص 201 .

Halaman 281