============================================================
بشعره(1)، فاقدم عليه، فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا مسلما، أو اهرب إلى نجائك من الأرض. فقدم عليه تائبا مسلما، ودخل المدينة متنكرا، فلما صلى النبي صلى اله عليه، قام إليه فقال: يا رسول الله، هذا مقام العائذ بك، أنا كعب بن زهير، فتجهمته الأنصار، وغلظق عليه، لما كان من هجائه رسول الله صلى الله عليه حتى أمنه، ثم امتدحه بقصيدته التي يقول فيها: [البسيط] والعفو عند رسول الله مأمول أنبئت أن رسول الله أوعدني لقد أقوم مقاما لو يقوم له أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل لظل يرعد إلا أن يكون له من الرسول بإذن الله تنويل(2) و أنشده إياها، فلما انتهى إلى قوله: في فتية(3) من قريش قال قائلهم بطن مكة لما أسلموا زولوا زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل لا يقع الطعن إلا في نحورهم ما إن لهم عن حياض الموت تهليل(4) قال: فنظر النبي إلى أصحابه، كأنه يومئ إليهم أن اسمعوا (5). وإنما عنى بذلك المهاجرين، ومدحهم لصبرهم على الحرب، وأنهم لا يولون الأدبار. وكان هذا تحريضا منه لهم على نصرته. وإنما أعجب النبي صلى الله عليه به من أجل ذلك. فلما انتهى إلى قوله: يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم ضرب إذا عرد السود التنابيل() يرض بالأنصار لأنهم وثبوا عليه حين قدم متنكرا، أنكر النبي صلى الله عليه والمهاجرون ما قال. وقالوا: ما مدحتنا إذ هجوتهم. وأمره أن يمدح الأنصار منهم، فقال: [الكامل] (1) في ب: بهجائه بشعره.
(2) طيقات الشعراء ص 20، وديوان كعب بن زهير ص 23 .
(3) في الديوان : في عصبة .
(4) طبقات الشعراء ص 20، وديوان كعب بن زهير ص 27 .
(5) مجالس ثعلب 342/2.
(6) طبقات الشعراء ص 20، وديوان كعب بن زهير ص 26 .
Halaman 127